بيروت - عامر زين الدين
التوغل الإسرائيلي باتجاه سورية على مساحة الجولان وامتدادا نحو جبل الشيخ، وهو الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وسورية، وضع منطقة قضاء حاصبيا بشكل كامل، وعلى نحو خاص، تحت المجهر الإسرائيلي، انطلاقا من شبعا التي لطالما كانت على هذا الواقع منذ ما قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.
و«العاصفة» التي تضرب المنطقة تتأثر بها بعض المناطق اللبنانية المتاخمة جغرافيا لمناطق الأحداث أكثر من غيرها. وبعضها كان يشكل في جزء منه شريانا معينا للتهريب، نظرا إلى وجود العديد من المعابر غير الشرعية، بدءا من الجنوب اللبناني عبر شبعا ووصولا إلى أقصى الشمال.
وقد وضعت هذه العوامل أبناء منطقة حاصبيا في حالة ترقب شديد وانتظار لمآل المقبل من الأيام.
في هذا السياق، كشف مسؤولون في خلايا الأزمة في قضاء حاصبيا لـ «الأنباء» حجم الخشية والقلق الذي يسود المنطقة بكاملها، من الأعمال التوسعية حول المنطقة العازلة في الجولان (القريب جغرافيا) التي حصلت أخيرا، وتاليا ما يمكن أن يحدث من ترددات سلبية حول الهدنة، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل».
ويشير هؤلاء إلى أن «أجواء القلق الأكبر، بمعزل عن ارتباط الأمر بلبنان ككل وعلى المنطقة الحدودية خصوصا، هي من حالات فوضى قد تحدث. ولايزال قضاء حاصبيا يحوي قرابة 1200 نازح من المواطنين الذين تأثروا بالعدوان، موزعين على مركزي إيواء أساسيين: ثانوية حاصبيا الرسمية وثانوية الكفير الرسمية، وفي دير صيدنايا و«النبي روبيل».
وأضاف: «هؤلاء جاؤوا من قرى لم تتم العودة الكاملة إليها، مثل شبعا، إبل السقي، الهبارية وغيرها. وينتظر النازحون أن يستكمل الجيش اللبناني انتشاره، ليعودوا إلى قراهم، لاسيما أبناء شبعا. في حين أن جزءا قليلا من قرى كفركلا والخيام وكفرشوبا وكفرحمام، إضافة إلى شبعا تعتبر من البلدات التي تعرضت للدمار أكثر من غيرها».
وكان الجيش الإسرائيلي أفرج عن الشقيقين سامر وسمير سنان (من بلدة عين قنيا - حاصبيا)، عبر بوابة الغجر المحتلة، بعدما اعتقلهما قبل أيام وجيزة، خلال قيامهما بقطاف الزيتون في سهل «المجيدية» الحدودية مع مستعمرة المطلة في الشمال الإسرائيلي، فيما لايزال مصير رفعت وجمال ويوسف الأحمد وجعفر المصطفى (من بلدة الوزاني) مجهولا منذ أكثر من أسبوع، بعد اعتقالهم في محيط الوزاني.