بعد ستة أيام على إسقاط نظام بشار الأسد، صدر عن رئيس الوزراء السابق ورئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، المقيم في الإمارات العربية المتحدة، أول موقف من الحدث.
وجاء في بيان وزعه الحريري صباح أمس قال فيه: «سقط الأسد. ها قد اكتمل المشهد وخرج السوريون ليدفنوا حقبة ويفتحوا أخرى. هذا هو اليوم الذي انتظرته منذ تلك الساعة السوداء. كم أنا سعيد برؤيتكم، تصدحون بصوت الحرية في الشام بعد أن تحررت من سجنها الكبير. اليوم تكرسون بجميع ألوانكم ومشاربكم عرس سورية بسقوط ديكتاتورها، الذي روع السوريين واللبنانيين وابتز العرب والعالم».
وأضاف «سقط النظام الذي تاجر بفلسطين أكثر من نصف قرن، بعدما باع الجولان رخيصا وباع نفسه لكل من دفع له أو دافع عنه بوجه شعبه. سقط الأسد وسقط القناع عن القناع، ليظهر جبنه وغدره لأقرب المقربين، فلا عجب أن يغدر بسورية وحاضنته العربية. سقوط الأسد هو سقوط لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج. هو سقوط لتأجيج الطائفية، والظلم باسم طائفة كريمة استغلها بأبشع الصور. لكن سقوط الديكتاتور لا يعني شيئا، إلا إذا تم إسقاط نهجه الذي قام على الاستقواء على الأفراد كما الطوائف والتعسف في ممارسة السلطة».
وأكد «وحده دفن هذه الممارسات بعد سقوط النظام يضمن قيامة سورية وطنا ودولة لكل سورية وسوري، وإثبات للسوريين والعالم بأن الثورة السورية أكبر من أن تقع بفخ نهج الأسد، وأقوى من أن تسقط بمستنقع الفتنة والفوضى، وبعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال التطرف. إن وعي السوريين وقادة ثورتهم، أذهل العالم، وأعطى نموذجا لنبذ العنف والانتقام، وأظهر وجه الثورة الحقيقي، وحقيقة السوريين الذين قدموا للعالم نموذجا بالتسامح والوعي، سيكون مفخرة العرب في تاريخهم المعاصر، وعبرة للأجيال القادمة».
وقال: «تبقى العبرة الأكبر هي المحافظة على ما أنجز، وإكمال عرس الانتقال الحضاري للسلطة، والذي سيحول سورية الأسد الغابرة، إلى سورية الشعب والحرية. والواقع أن سورية والحرية حكاية ألم وأمل.. فهي نداء الثورة الأول، وهي حكاية نضال شعب رفع لواء الحرية فقدم دونها دمه، ويوم الحساب حقن الدماء، في واحدة من أعظم عبر التاريخ وأكثرها ألقا ومجدا. المجد لشهداء سورية وأبطالها. وقد قلنا في لبنان يوما إلى اللقاء سورية، وها قد التقينا لنجدد العهد ونحقق الوعد من أجل أبنائنا من أجل حاضرنا، ومن أجل المستقبل».