أرسلت الوكالة التركية لإدارة الكوارث (آفاد) مسعفين لإجراء عمليات بحث بهدف إيجاد أشخاص يرجح أن يكونوا محبوسين في أقبية وزنزانات تحت الأرض في سجن صيدنايا سيىء الصيت والذي لم يغادره الكثير من السوريين الآملين في العثور على أي معلومة عن احبائهم المفقودين وكانوا متأكدين أنهم مسجونون فيه.
ويشارك نحو 80 عنصر إغاثة وإسعاف من «آفاد» مجهزين بـ«أجهزة بحث متطورة» في عمليات البحث عن سجناء قد يكونون ما زالوا عالقين في سجن صيدنايا، وفق ما أفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية.
ويرجح أن يكون مبنى السجن يضم عدة طبقات تحت الأرض فيها أخبية لم تكتشف بعد.غير أن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا تعتبر أنه لا أساس لهذه الشائعات.
وقام مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية غير بيدرسون بزيارة سجن صيدنايا سيئ الصيت، حيث مازال سوريون مرابطين في السجن على أمل العثور على أي معلومة حول مصير أبنائهم المختفين قسريا.
وخلال زيارته السجن، قامت سيدة غاضبة تبحث عن شقيقها واثنين من أبناء عمها المفقودين دون الحصول على أي معلومات عنهم برمي حذائها تجاهه تعبيرا عن غضبها من تجاهل المنظمة الدولية معاناتهم منذ سنوات.
وتشكل الأخبار المتتالية عن العثور على المزيد من المقابر الجماعية مصدر ألم جديد للباحثين عن احبائهم خصوصا اذا كانت قديمة ويصعب التعرف على اصحاب الجثث.
فقد عثر أهالي ريف درعا على مقبرة جماعية في أطراف مدينة إزرع، تعود إلى أكثر من عشر سنوات. وتقع في منطقة كانت تخضع لسيطرة ميليشيا تابعة لفرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري.
وأفادت شبكة «درعا 24» الإخبارية المحلية بأن المقبرة اكتشفت في مزرعة كانت سابقا تحت سيطرة تلك الميليشيا. وتم انتشال أكثر من 20 جثة، بينما تستمر الجهود لاستخراج المزيد. وأوضحت الجهات المسؤولة عن عمليات استخراج الجثث أن التعرف إلى هوية الضحايا أمر بالغ الصعوبة، نظرا لمرور وقت طويل على دفنهم، مع غياب أي تقديرات دقيقة بشأن العدد الإجمالي للجثث.
وفي حي التضامن في العاصمة دمشق، وبعد عودة السكان إلى مساكنهم، تم العثور على هياكل عظمية وعظام بالية تعود لمن قتلوا في مجزرة حي التضامن، التي كشف عنها عام 2022 بعد نشر صحيفة «الغارديان» مقاطع فيديو وثقت إعدام 41 مدنيا بدم بارد، بينما كانوا معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي على يد قوات النظام. ومن بين الأمثلة المستمرة على هذه المآسي، منذ سقوط النظام السوري، عثر مواطنون على بقايا هياكل عظمية بشرية موضوعة في أكياس وملقاة على جانب الطريق بالقرب من مطار دمشق الدولي، حيث لم تعرف هوية أصحاب هذه الجثث.