بيروت ـ عامر زين الدين
دعا المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، الذي انعقد في دار الطائفة في بيروت الثلاثاء بدعوة من شيخ العقل د.سامي أبي المنى، وبحضور الزعيم وليد جنبلاط ونواب ووزراء من الطائفة، «إلى التطلع بأمل كبير إلى مستقبل واعد لسورية جديدة متطورة وآمنة وحاضنة لجميع أبنائها، ومحافظة على وحدة شعبها وأرضها ومؤسساتها، سورية الدولة الشقيقة للبنان ولباقي الدول العربية، والمحورية الفاعلة في تحصين الموقف العربي وتوحيده إزاء القضايا الوطنية والإقليمية والدولية، ولا سيما قضية الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقوقه المشروعة التي نصت عليها القرارات الأممية، وإنشاء دولته السيدة المستقلة».
وأكد المجلس على أن «إخواننا المسلمين الموحدين الدروز في جبل العرب وفي الغوطة والإقليم وجبل السماق، هم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، بل هم طليعة المدافعين عن استقلال سورية، والمطالبين دائما بالوحدة الوطنية، والمتمسكين أبدا بانتمائهم العربي، وهم الجديرون بالتمسك بهويتهم العربية، والمعتزون بنضالهم التاريخي المشرف في مواجهة كل أشكال إرثهم الوطني (...) وقد قدموا على الدوام أفضل نموذج لتعلقهم بالعروبة وبالوحدة الوطنية، خصوصا إبان الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، على رغم كل الظروف والإغراءات».
وأضاف المجلس ان «هذا ما سطره التاريخ بفخر واعتزاز في معظم المراحل والمحطات المفصلية»، مشددا على «الالتزام بنهج الأسلاف من قادة الجبل والطائفة الذين رفضوا محاولات سلخهم عن محيطهم العربي (...)».
وألقى الشيخ أبي المنى كلمة قال فيها «اننا عائلة توحيدية واحدة تمتد فروعها وأغصانها من لبنان وسورية إلى الأردن والكرمل والجليل والجولان».
من جهته، قال الزعيم وليد جنبلاط «لا يمكن إلا أن نتعاطى بإيجابية وانفتاح مع النظام الجديد. ولابد من تصحيح بعض الأخطاء التاريخية عند البعض. نريد سورية ديموقراطية ومتعددة ومتنوعة يقرر أهلها مستقبلها. ونحترم الخصوصيات السورية ونساعد من بعيد ومن قريب عند الضرورة».
وتابع جنبلاط «ذكر المبعوث الدولي غير بيدرسون أمرا غريبا وهو تطبيق القرار 2224، وكأنه يقول فلنعود ونعيد بشار ثم نسهم في الحكم، وأعتقد أن هذه بدعة يريدها بعض الأجانب وبعض المستشرقين لأغراضهم الخاصة المشبوهة. وقبل أن نحكم على النيات فلنحكم على الواقع، ولنتقدم في لبنان بمذكرة توضح كيف نتصور سورية المستقبل، وكيف نرى سورية المستقبلية والعلاقات اللبنانية والسورية، وكيف نعيد النظر بمعاهدة الأخوة والصداقة. وحققنا في الماضي بعد 14 مارس مطلب السفارات باعتراف رسمي وهناك مهمة ترسيم الحدود أي شبعا وكفرشوبا ومهمات أخرى، ثم بلدين سياديين مستقلين».
ولفت جنبلاط إلى أن «الطريق طويل جدا لكنه سهل ولست متخوفا مثل بعض الصحافة الأجنبية التي تقول إن هذا الحكم أصولي إسلامي، فلا أوافق على هذا الأمر. فلنعط الشعب السوري الذي خرج بعد 61 عاما من السجن الكبير فرصة التنفس. فإلى الأمام في نصح ودعم الشعب السوري بكل ما نستطيع من أجل مستقبله ومستقبلنا».