يسود التفاؤل الحذر بشأن احتمالات التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» على الرغم من «الإشارات الإيجابية» المتتابعة التي توحي بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين مساء أمس الاول: «أرى أن التفاؤل الحذر هو طريقة منصفة لوصف الوضع، رغم أن الواقعية تخفف منه كثيرا».
ولفت إلى أنه «كانت هناك أوقات في الماضي عندما اقتربنا من الاتفاق واعتقدنا بأن جسر الخلافات أمر ممكن، ولم نصل في نهاية المطاف إلى اتفاق».
وأضاف أن «كل ما يمكن للولايات المتحدة القيام به هو الضغط ومحاولة التوصل إلى تسويات، لكن لا يمكننا إملاء خيارات كل طرف.. إذ يتعين على الطرفين (إسرائيل وحماس) اتخاذ هذه القرارات بنفسيهما».
وقالت حركة «حماس» إن المحادثات التي جرت في قطر بهدف التوصل إلى هدنة في غزة وتبادل رهائن وأسرى كانت «جادة وإيجابية»، وذلك غداة إشارة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن المفاوضين الإسرائيليين «أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق» منذ هدنة نوفمبر 2023.
ميدانيا، استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق متفرقة في غزة من بينها خيام للنازحين في مدينة خان يونس جنوبي القطاع ومستشفى (كمال عدوان) وعدد من التجمعات والمنازل السكنية في الشمال.
وقال مدير مستشفى «كمال عدوان» حسام أبو صفية في فيديو مسجل أوردته قناة «الجزيرة» الفضائية: «جرى إطلاق النار بشكل مفاجئ وجنوني على المستشفى بكل أنواع الأسلحة، وتعمد الاحتلال استهداف قسم العناية المركزة بإطلاق النيران تجاهه بشكل واضح».
وأضاف: «قمنا بأعجوبة بإجلاء المرضى الذين كانوا على أجهزة التنفس الصناعي من قسم العناية المركزة واشتعلت النيران داخله»، مشيرا إلى أنه «القسم الوحيد الموجود في شمال قطاع غزة».
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» بغزة مقتل 38 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 203 آخرين خلال 24 ساعة فقط.
وذكرت الوزارة في تصريح صحافي أمس ان جيش الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى «45097 شهيدا و107244 إصابة منذ السابع من اكتوبر للعام الماضي».
وفي الضفة العربية المحتلة، تجددت الاشتباكات العنيفة في مخيم جنين بين عناصر من «كتيبة جنين» وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وسط استمرار الأزمة التي أدت إلى مقتل 3 فلسطينيين منذ اندلاعها.
وقال القائد العام لكتيبة جنين لقناة «الجزيرة» الذي لم تذكر اسمه «أرسلنا للأجهزة الأمنية شخصيات للحل، لكنهم ردوا بعنجهية».
وأكد أن أجهزة الأمن طلبت نزع السلاح، وقالت إنها لن تسمح بقتال إسرائيل. وأضاف: «نحن بادرنا بالحل مسبقا، والأجهزة الأمنية رفضت ذلك».
من جانبه، قال وزير الداخلية الفلسطيني زياد هب الريح، إن الأجهزة الأمنية تسعى لدفع الشباب في مخيم جنين للالتزام بالقانون والبرنامج الوطني الفلسطيني، مشددا على أهمية الوصول إلى عقول الشبان لتخفيف المفاهيم التحريضية والتوجيهات المغرضة، على حد وصفه.
وأكد الوزير أن العملية في جنين تستهدف من لا يريد الالتزام بالبرنامج الوطني في ظل التغيرات الراهنة بالمنطقة.
إلى ذلك، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المحكمة المركزية بتل أبيب، أمس حيث أدلى بشهادته في رابع جلسات محاكمته بتهم تتعلق بالفساد.
وطبقا لقرار المحكمة، على نتنياهو المثول أمامها لعدة ساعات على مدى 3 أيام أسبوعيا حتى انتهاء الإفادة في اتهامات يواجهها بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة.