سمح سقوط بشار الأسد للجيش الأميركي بتكثيف ضرباته ضد تنظيم «داعش» في المناطق التي كانت تحميها في السابق منظومات الدفاع الجوي السورية والروسية، وسط مخاوف من قيام قوات سوريا الديموقراطية «قسد» الواجهة العسكرية لما تسمى الإدارة الذاتية الكردية، بإطلاق سراح عناصر تنظيم داعش المحتجزين في معتقلات تسيطر عليها كمخيم «الهول»، ومحاولة التنظيم استغلال الفراغ الذي خلفته القوات السورية للتحرك بحرية أكبر.
وأعلن الجيش الأميركي أنه قتل 12 عضوا في تنظيم «داعش» قبل أيام، خلال عمليات هدفها «منع» التنظيم الإرهابي من تنفيذ عمليات خارجية وضمان عدم سعيه إلى فرص لإعادة تشكيل نفسه في وسط سورية «وفق ما قالت القيادة المركزية الأميركية التي تشمل الشرق الأوسط (سنتكوم)».
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» الجنرال بات رايدر لصحافيين هذا الأسبوع «في السابق، كانت الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري ولروسيا تحول في كثير من الأحيان» دون تنفيذ واشنطن ضربات هذه المناطق، لكن اليوم أصبحت «البيئة مؤاتية أكثر في هذا الصدد».
من جهته، قال الخبير في الشؤون السياسية رافايل كوهين في مؤسسة «راند كوربوريشن» إن «الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش تحب فراغ السلطة، وبالتالي، هناك خطر من أن يستغل التنظيم الفوضى في سورية ما بعد الأسد ليعاود الظهور بقوة أكبر». كذلك، ثمة خطر أن يلجأ حلفاء واشنطن الأكراد لتحويل تركيزهم إلى مواجهة تركيا. وحذر كوهين من «أنه خطر كبير خصوصا لأن لديهم معتقلين من داعش، وإذا أطلق سراحهم، سيكون لذلك تبعات على القتال ضد التنظيم».