أقدم وصية للوالدين: لا تتدخل في شؤون الطفل أثناء انصرافه إلى اللعب، إلا إذا استدعى نظام طعامه أو نوعه ذلك، أو إذا تعرض الطفل للخطر، ولا تفرض عليه خططا معينة في اللعب، اعط ابنك فرصة للعب، وفقا لمستواه وميله الخاص، وشارك طفلك في لعبه من حين إلى آخر كما ينبغي مراعاة التوسط والاعتدال في اللعب، فاللعب وسيلة وليس غاية، وهو حاجة أساسية للطفل.
ويجب أن تشجع طفلك على اللعب الجماعي من حين إلى آخر لإبعاده عن الانطواء، ولا تعط أطفالك لعبا كثيرة دفعة واحدة حتى لا يزهدوا فيها جميعا، ولا مانع أحيانا من متابعة الطفل دون إشعاره بذلك لوقايته من الحوادث، ولتوجيهه وتهذيب أخطائه، وعلم طفلك قيمة الوقت، فتقول له: لديك خمس دقائق لتنقل إلى لعبة كذا، وذلك إذا رأينا منه اهتماما بلعبة معينة، وإذا كان طفلك قليل النشاط نشجعه، فإذا أحجم ففتش عن السبب، فقد يكون لمرض أو لسبب آخر، ولا تكثر من فرض القواعد والأحكام على الأطفال أثناء لعبهم، ولا تبالغ في إضفاء الحماية عليهم أثناء لعبهم، فمن الآباء من لا تغيب عيونهم عن أطفالهم لحظة واحدة أثناء لعبهم، ولا تصر على أن يبقى الأطفال في كامل نظافتهم أثناء لعبهم، فلابد أن يتسخوا أثناء قيامهم ببعض الألعاب، واسمح لأبنائك بالجري أو القفز في المكان الملائم، فهم بحاجة إلى حرية الحركة، وإياك أن تسخر من سلوك طفلك مهما كان، وحاول ألا تكون سلبيا أمام خيال طفلك، فإن قال لك عن علبة فارغة إنها «سيارة» فلا تُحطم خياله، فتقول له: هذه ليست سيارة، اتركه لخياله ودعه يجرب بنفسه ما يخطر في باله واعرض عليه مساعدتك عندما يطلب منك ذلك، وشجعه على أن يثق في إمكاناته وقدراته.
واتركه يحاول حل مشكلاته وصعوباته ولا تنتقد ابنك حين يرد لعبه، فهناك قيم للعب وفوائد للطفل منها القيمة الجسدية وتعلم مهارات الاكتشاف أو القيمة التربوية، حيث يفسح اللعب المجال أمام الطفل لتعلم الكثير، ومن خلال أداة اللعب والقيمة الاجتماعية وكيفية بناء العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، كما يتعلم القيمة الإبداعية لديه، بالإضافة إلى القيمة الذاتية، حيث يكتشف الطفل عن طريق اللعب الشيء الكثير من نفسه، لمعرفة قدراته ومهاراته من خلال تعامله مع زملائه ومقارنة نفسه بهم، فلعب الأطفال يحقق لهم الإشباع النفسي والجسدي والعقلي.