- العراق يعيد الجنود الفارين.. وأنقرة تنفي وجود اتفاق لوقف النار مع «قسد»: جيشنا سيبقى متأهباً إلى أن يلقوا سلاحهم
لم تنفك القيادة السورية الجديدة عن محاولة طمأنة الدول الغربية التي لاتزال ترهن رفع العقوبات وتقديم المساعدات بعدة شروط، منها شكل الحكم والانتخابات الحرة وحماية الأقليات.
وإذ أكد أنه يعمل «حاليا وفقا للمصالح السورية العليا»، مشددا على ضرورة رفع العقوبات عن البلاد، فقد نأى قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، عن ارتباطاته السابقة بتنظيم القاعدة. وأكد أن سورية ليست أفغانستان، وذلك ردا على ما يبدو على وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي دعا القيادة السورية التي أطاحت بنظام بشار الأسد، إلى الوفاء بوعودها بالاعتدال إذا كانت تريد تجنب العزلة المفروضة على حركة طالبان الأفغانية.
وقال بلينكن في مداخلة ألقاها أمام مركز «كاونسل أون فورين ريليشنز» للبحوث في نيويورك «إذا كنتم لا تريدون هذه العزلة، فهناك أمور معينة ينبغي أن تقوموا بها لدفع البلاد إلى الأمام».
وفي تصريحات خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية من دمشق، قال الشرع إن سورية «منهكة من الحرب، ولا تشكل تهديدا لجيرانها أو للغرب»، مؤكدا أن «علاقتنا بتنظيم القاعدة أصبحت من الماضي» وان «هيئة تحرير الشام ليست جماعة إرهابية»، داعيا إلى شطبها من قوائم «الإرهاب»، بحسب تصنيف الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وأوضح الشرع أن مقاتلي الهيئة «لم يستهدفوا المدنيين أو المناطق المدنية، وهم في الواقع ضحية لجرائم نظام الأسد».
ونفى أنه يريد تحويل سورية إلى نسخة من أفغانستان، مضيفا ان «البلدين مختلفان جدا، ولهما تقاليد مختلفة، باعتبار أن أفغانستان مجتمع قبلي، بينما سورية لديها عقلية مختلفة».
وذكر أنه يؤمن بتعليم النساء، موضحا أن في إدلب توجد جامعات منذ أكثر من ثماني سنوات، وأن نسبة النساء في هذه الجامعات تزيد على 60%.
وأشار قائد إدارة العمليات العسكرية إلى أنه «ستكون هناك لجنة سورية من الخبراء القانونيين لكتابة دستور، وهم سيقررون، وأي حاكم أو رئيس سيكون عليه أن يلتزم بالقانون».
بدوره، قال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة تصريف الأعمال السورية ماهر خليل الحسن إن سورية «دولة غنية تكفي الجميع، لكن هناك إرثا فاسدا خلفه النظام البائد، نبذل قصارى جهدنا بالتعاون مع شعبنا للنهوض وإعادة البناء من جديد».
وأعلن في تصريحات لقناة «العربية» عن «تحرير السوق مع زيادة الرواتب بنسبة 400%»، مشيرا إلى أن زيادة المرتبات ومنع الاحتكار سيضبطان الأسعار، عازيا ارتفاع «أسعار الكثير من السلع إلى إتاوات نظام الأسد».
وكشف عن أن «مخزون السلع الاستراتيجية يكفي لـ 5 أو 6 أشهر». وأكد عزم الحكومة على تعديل «التشريعات وخفض الضرائب على الاستيراد»، متهما نظام الأسد باحتكار الاستيراد.
من جهة أخرى، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبار الإطاحة بحليفه الوثيق رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد «هزيمة» لموسكو، مؤكدا أن الجيش الروسي الذي أسهم في منع سقوط النظام عام 2015 «حقق هدفه»، معربا عن استعداده للقاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في أي وقت.
وقال بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي لاستعراض نتائج العام 2024: «ثمة من يحاول تصوير ما حدث في سورية على أنه هزيمة لروسيا. أؤكد لكم أن الأمر ليس كذلك».
وفي السياق نفسه، أكد بوتين أنه لم يلتق الأسد الذي فر إلى موسكو وحصل على اللجوء الإنساني بأمر مباشر من الرئيس الروسي. وقال ردا على سؤال حول مصير الصحافي الأميركي أوستن تايس المفقود في سورية منذ 12 عاما: «لم ألتق الأسد بعد منذ وصوله إلى موسكو، لكنني عازم على أن أفعل».
وتابع: «يمكنني الحديث مع بشار الأسد بشأن الصحافي أوستن. يمكن أن نوجه السؤال أيضا إلى المسؤولين عن السلطة في سورية اليوم».
وأكد «أن الجماعات التي حاربت الجيش السوري السابق تغيرت». وأضاف: في السابق إذا كان أصدقاؤنا الإيرانيون قد طلبوا منا مساعدتهم في نقل قواتهم إلى أراضي سورية فقد طلبوا منا الآن سحبهم من هناك. لقد قمنا بإجلاء 4000 مقاتل إيراني إلى طهران من قاعدة حميميم».
في غضون ذلك، نفت وزارة الدفاع التركية ما أعلنته واشنطن سابقا عن موافقتها على أي عملية لوقف إطلاق النار مع قوات سورية الديموقراطية «قسد» ووحدات حماية الشعب الكردي التي تهيمن عليها.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية، بيانا للوزارة جاء فيه «من غير الوارد بالنسبة لنا أن نلتقي بأي منظمة إرهابية، نعتقد أن ذلك مجرد زلة لسان»، في إشارة للإعلان الأميركي عن وقف إطلاق نار بين تركيا و«قسد».
وأكدت الوزارة أن استعدادات الجيش التركي «ستتواصل» عند الحدود التركية - السورية إلى أن يقوم مسلحو «قسد» بـ «إلقاء السلاح» في إشارة إلى ميليشيات قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي تهيمن عليها.
وذكر البيان أن «الإدارة الجديدة في سورية وجيشها، الجيش الوطني السوري، بالتعاون مع الشعب السوري، سوف يحررون المناطق التي يحتلها تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) والوحدات الكردية (YPG) المصنفتان إرهابيتان بحسب الوزارة التركية.
وقال زكي أكتورك الناطق باسم الوزارة إن «التهديد على حدودنا.. متواصل. وستتواصل الاستعدادات والتدابير المتخذة في إطار مكافحة الإرهاب إلى أن تقوم المنظمة الإرهابية حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) ووحدات حماية الشعب الكردية «بإلقاء السلاح ويغادر مقاتلوها الأجانب سورية».
في غضون ذلك، أعلنت السلطات العراقية أنها باشرت أمس، بإعادة الجنود السوريين الذين فروا من الجبهة قبل أسبوعين، إلى بلدهم عن طريق البر بعد «تنسيق العمل» مع حكام سورية الجدد.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري إن الجهات المختصة العراقية باشرت إعادة الجنود السوريين إلى بلادهم بعد أن عملت على تنسيق العمل مع الجهات السورية المعنية في هذا المجال «عبر منفذ القائم الحدودي الذي دخلوا منه».
وكشفت قناة «العربية» نقلا عن مصادرها عن أن أكثر من 100 جندي رفضوا العودة، لتبدأ إعادة 1900 جندي آخرين.