أعلنت القيادة الجديدة لسورية أنها تريد المساهمة في «تحقيق السلام الإقليمي»، وكشفت هوية وزير الخارجية الجديد. وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن «القيادة العامة» كلفت «أسعد حسن الشيباني بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السورية الجديدة». كما سبق ان أعلنت تعيين عائشة الدبس مسؤولة في مكتب شؤون المرأة المعني بحقوق المرأة السورية.
وذكــرت «سانــــا» أن الشيباني، من مواليد مواليد محافظة الحسكة 1987. وانتقل مع عائلته للعيش في دمشق، وتخرج في جامعتها عام 2009 قسم اللغة الانجليزية وآدابها.
انضم إلى الثورة السورية عام 2011، وشارك في تشكيل «الإنقاذ» السورية عام 2017 وأنشأ دائرة الشؤون السياسية قبل سنوات قليلة.
في عام 2022 حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الخارجية من إحدى الجامعات التركية، ويكمل حاليا الدكتوراه في نفس التخصص. وهو نفسه القيادي في «هيئة تحرير الشام» الملقب بـ «زيد العطار».
ويواجه الشيباني تحديات كبيرة في عملية إعادة بناء علاقات سورية الدولية بعد سنوات من العقوبات والمقاطعة وسحب السفراء وإغلاق السفارات مع النظام السابق، فيما يتعين على عائشة الدبس مواجهة المطالب الملحة من الغرب عموما ومن هيئات ومؤسسات المجتمع المدني المحلية خصوصا والمطالبة جميعها بتعزيز دور المرأة وشراكتها في بناء سورية الجديدة.
بموازاة ذلك، أعلنت القيادة العامة سلسلة قرارات وتنظيمية، حيث افتتحت إدارة العمليات العسكرية مراكز تسوية لعناصر جيش النظام السوري السابق في العاصمة دمشق وريفها. ودعت جميع عناصر النظام السابق لاستكمال إجراءات التسوية واستلام البطاقة المؤقتة اعتبارا من أمس. وأعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد عبدالرحمن البدء بإعادة العناصر المنشقين عن النظام الذين تركوا عملهم وانحازوا لركب الثورة السورية في جميع المحافظات، وفرزهم حسب الاختصاصات التي كانوا يعملون بها مسبقا.
واستؤنف فرع الهجرة والجوازات في دمشق العمل بعد إغلاق دام 11 يوما، حيث بدأت الإدارة العمل على تقديم الجوازات المطبوعة قبل تاريخ 8/12/2024 للمواطنين السوريين دون تحديد موعد محدد لإصدار الجوازات الجديدة.
وفي هذه الأثناء، يترقب السوريون مفاعيل أول اجتماع رسمي لبعثة وزارة الخارجية الأميركية مع قائد القيادة العامة أحمد الشرع، آملين برفع العقوبات التي تثقل كاهلهم.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن البعثة الأميركية أنها أعربت عن تهانيها «بتحرير سورية والخلاص من النظام المجرم السابق، مؤكدة التزامها بدعم الشعب السوري والإدارة السورية الجديدة، والوقوف إلى جانبها في مواجهة الملفات العالقة والتحديات الكبرى، كمنطقة شمال شرق سورية».
وأكدت البعثة دعمها للخطوات المعلنة من قبل الإدارة السورية الجديدة، خصوصا فيما يتعلق بتعزيز الاستقرار ودفع عجلة النمو الاقتصادي وتحقيق تمثيل شامل لكل مكونات الشعب السوري.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين بيار في إيجاز صحافي أمس الأول إن الوفد الأميركي ضم مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف والمبعوث الأميركي لشؤون الرهائن روجر كارستين والمبعوث الأميركي إلى سورية دانييل روبنشتاين.
وأضافت أن الوفد الأميركي التقى ممثلي السلطات المؤقتة وناقش معهم «مبادئ الانتقال السياسي التي توافق الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين بشأنها» في اجتماع العقبة.
كما التقى الوفد الأميركي مع أعضاء من نشطاء المجتمع المدني وغيرهم من السوريين للتعرف على «رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم».
وبحث الوفد الأميركي مع قادة سورية الجدد إعادة الصحافي الأميركي أوستن تايس وغيره من المواطنين الأميركيين المفقودين بسورية.
بدورها، قالت ليف إنها أبلغت الشرع بـ «الحاجة الملحة لضمان عدم قدرة الجماعات الإرهابية على تشكيل تهديد داخل سورية أو خارجها، بما في ذلك على الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة».
وأضافت ليف للصحافة بعد لقائها الزعيم السوري في دمشق «أحمد الشرع التزم بذلك».
وتابعت «بناء على محادثاتنا، أبلغته بأننا لن نتابع تطبيق عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة الذي كان ساريا منذ سنوات عدة».
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «إف بي آي» قد عرض عام 2017 مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال الشرع الذي كان معروفا حينها باسم أبو محمد الجولاني.
وقالت ليف، إن الشرع «أظهر أنه براغماتي»، لافتة إلى أن المحادثات معه كانت «جيدة جدا ومثمرة جدا ومفصلة».
وشددت على القول «ندعم بالكامل عملية سياسية بقيادة سورية وملكية سورية تؤدي إلى حكومة جامعة وتمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين، بما في ذلك المرأة والمجتمعات السورية المتنوعة عرقيا ودينيا».
بدورها، أعلنت السلطات السورية الجديدة أنها تريد المساهمة في «السلام الإقليمي» وبناء شراكات استراتيجية مع دول المنطقة.
وشددت في بيان على «دور سورية في تحقيق السلام الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية مميزة مع دول المنطقة».
وأشارت السلطات الجديدة في البيان إلى «وقوف الشعب السوري على مسافة واحدة من كل الدول والأطراف في المنطقة دون وضع سورية في حالة استقطاب».
وعندما سئلت عن الدور المستقبلي لإيران في سورية، أجابت ليف «بناء على معطيات اليوم، فإن إيران لن يكون لها أي دور على الإطلاق، ولا ينبغي أن يكون لها أي دور» في سورية.
وأعلنت ليف أن واشنطن تبذل جهودا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين فصائل مدعومة من تركيا وقوات سوريا الديموقراطية «قسد» الكردية حول مدينة عين العرب «كوباني في سورية».