استقبل القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط بالعاصمة السورية دمشق، في أول زيارة لزعيم لبناني للقيادة السورية الجديدة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأكد الشرع لجنبلاط أن «لبنان عمق استراتيجي وخاصرة لسورية ونأمل بناء علاقة استراتيجية وثيقة معه» وطمأن من أن «سورية لن تنصر طرفا على آخر في لبنان ونحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه وأمنه».
وقال الشرع: معتزون بثقافتنا وإسلامنا وديننا يحمي حقوق كل الطوائف والملل، وأمل «أن ينتهي الانقسام الطائفي في لبنان وأن تحل الكفاءات مكان المحاصصة».
وأشار قائد القيادة العامة الجديدة إلى أن «سورية تغيرت واستطعنا حماية المنطقة والإقليم ونقف على مسافة واحدة من الجميع»، معتبرا أن سورية دخلت مرحلة جديدة في بناء الدولة والابتعاد عن الثأر، وقال ان عقلية بناء الدولة يجب ان تبتعد عن الطائفية والثأر. واعتبر أن «تحرير سورية أنقذ المنطقة من حرب عالمية ثالثة ووجود ميليشيات بسورية كان عامل قلق لكل دول المنطقة».
وواكب جنبلاط وفد درزي كبير ضم شيخ العقل د.سامي أبي المنى ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور وليد جنبلاط ونواب من «اللقاء الديموقراطي» ومشايخ وشخصيات درزية.
وكان في استقبال جنبلاط في قصر الشعب رئيس الحكومة الانتقالية السورية محمد البشير. وبعدها حضر الشرع وجلس بين جنبلاط وأبي المنى، فيما جلس البشير إلى جانب تيمور جنبلاط.
واستهل أبي المنى اللقاء مهنئا القيادة الجديدة وسورية «بشمس الحرية والتحرر»، متمنيا التوفيق لسورية «في بناء دولة عصرية تحترم فيها حقوق الجميع».
وأضاف مخاطبا الشرع: «واثقون من احترامكم للموحدين الدروز الملتصقين بالوطن وبهويتهم». وتناول العلاقات اللبنانية - السورية لما «لها خصوصية يجب ان تحترم، واجتثاث الكثير من موروثات الوصاية السابقة التي قتلت كثيرين في طليعتهم القائد كمال جنبلاط».
وتلاه جنبلاط قائلا: «من جبل لبنان وجبل كمال جنبلاط نحيي الشعب السوري في انتصاراته الكبرى ونحييكم في التخلص من هذه الزمرة والاستبداد الذي استمر اكثر من 50 عاما».
وتمنى عودة العلاقات بين سورية ولبنان وفق الأصول الديبلوماسية والسفارات. وطالب بمحاسبة المجرمين الذي ارتبكوا جرائم في حق الشعبين اللبناني والسوري. وطالب بالتوجه إلى المحكمة الدولية لتولي هذا الأمر.
ورد الشرع: «نتكلم مع وليد بيك ونقول الله يرحم والدك. وكذلك آل الجميل بالترحم على قتل الرئيس بشير، وكذلك مع آل الحريري بالترحم على الرئيس رفيق الحريري».
وأضاف: «لطالما كانت سورية مصدر قلق في لبنان وحتى بعد انسحاب الجيش السوري استمر التدخل (من قبل النظام السابق) في الشؤون اللبنانية».
وتناول علاقة النظام السابق مع الميليشيات المدعومة من إيران والتي ألحقت ضررا كبيرا بالشعب السوري وغيره.
وتابع: «كل ما زرعه النظام السابق من كره بين مكونات الشعب السوري طوال خمسين عاما انتهى في غضون 11 يوما. وقد تم إنقاذ المنطقة من حرب عالمية ثالثة».
وكرر الإشارة إلى الضرر الذي لحق بسورية جراء الميليشيات الإيرانية.
وقال: «الحمد لله لن تكون سورية كما كانت في السابق، وستقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان، ولن تكون أداة سلبية فيه ولن تتدخل في شؤونه، إلا بدور الناصح المحب والسند، بعيدا من استخدام العنف والاغتيالات، وأرجو ان تمحى من ذاكرة اللبنانيين».