في عدة قرى من محافظتي القنيطرة ودرعا جنوب سورية، يقف سكان وجها لوجه مع قوات الاحتلال الإسرائيلي استغلت التغيير السياسي والميداني المتسارع في دمشق لتنفيذ عمليات توغل في المنطقة العازلة ومواقع مجاورة، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول العالم.
واقتحمت قوة إسرائيلية مدعومة بالدبابات مدينة البعث في ريف القنيطرة بعد إزالة السواتر الترابية وشنت حملة تفتيش في منازل المدنيين، بحسب موقع «صوت العاصمة». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الإسرائيلية أمهلت سكان مدينة البعث في القنيطرة ساعتين لتسليم أسلحتهم، قبل اقتحام المدينة.
ورصد المرصد بتاريخ 18 الجاري، توغل القوات الإسرائيلية بعمق 9 كيلومترات داخل ريف درعا، ودخلت قرية كويا وسد الوحدة التاريخي القريب من الحدود السورية-الأردنية، وتمركزت في مواقع إستراتيجية، بعد تحذيرات للسكان بتسليم السلاح في المنطقة. كما دخلت القوات الإسرائيلية الكتيبة 74 في محيط قرية صيدا، على الحدود الإدارية بين محافظتي القنيطرة ودرعا، في خطوة تمثل اختراقا جديدا ضمن منطقة جنوب سورية، بحسب المرصد.
ونقلت إذاعة «شام اف ام» عن مصدر محلي في المنطقة الجنوبية تأكيده «دخول دبابات ودوريات مؤللة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، من محور الحميدية في ريف القنيطرة، باتجاه مركز مدينة «البعث»، تزامنا مع حملات تفتيش نفذتها القوات الإسرائيلية، طالت بعض المنازل والمزارع، في قرى الريف الأوسط. وتقطعت أوصال مدينة البعث بأعمدة حديد كبيرة وبقايا أغصان أشجار وسواتر ترابية خلفتها الجرافات الإسرائيلية، وفق ما روى سكان لفرانس برس.
وأكدت الإذاعة ان قوات الاحتلال نفذت دوريات داخل قرى ريف القنيطرة الشمالي، واستقدمت معدات هندسية وتقنية، إلى تلة «قرص النفل»، المطلة على مجدل شمس في الجولان المحتل. وقالت إن مجموع النقاط الإسرائيلية المستحدثة داخل «المنطقة العازلة» منذ 8 ديسمبر، بلغ نحو 7 نقاط أبرزها في سفوح جبل الشيخ أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي، والثكنة 74 في ريف القنيطرة الجنوبي، وثكنة الجزيرة في حوض اليرموك أقصى ريف درعا الغربي.
وفي شارع رئيسي بقرية جباتا الخشب، تجول جنود إسرائيليون بكامل عتادهم على تماس مع السكان المحليين الذين يكتفون بالمراقبة من بعد، في مشهد لم يكن مألوفا حتى الأمس القريب. وتمركزت دبابة على الأقل عند أطرافها، وفق وكالة فرانس برس.
وهي واحدة من عداد القرى الواقعة في المنطقة العازلة، حيث ينتشر عناصر قوة الأمم المتحدة المخولون مراقبة اتفاق فض الاشتباك «الاندوف». ونزح العديد من سكان جراء تقدم القوات الإسرائيلية.
ويقول د.عرسان عرسان المقيم في مدينة البعث وسط القنيطرة (51 عاما) لوكالة فرانس برس: «الناس ممتعضة جدا من التوغل الإسرائيلي في المنطقة.. نحن مع السلام لكن شرط أن تنسحب إسرائيل إلى خط وقف إطلاق النار»، في إشارة إلى خط فض الاشتباك الذي يفصل الأجزاء التي تحتلها إسرائيل من مرتفعات الجولان والأراضي السورية.
وسيطرت القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة ومواقع مجاورة في جبل الشيخ وريف دمشق.
وخلا الطريق الرابط بين دمشق ومحافظة القنيطرة من أي وجود عسكري لفصائل معارضة، وبدت كل الحواجز والمقرات الأمنية السابقة خالية من عناصرها، وفق مراسلي فرانس برس.
وكانت قوات النظام السابق أخلت تباعا كل مواقعها في جنوب سورية، عشية تقدم الفصائل المعارضة إلى دمشق وإسقاط الأسد.
وانكفأ سكان بلدات القنيطرة داخل منازلهم واكتفى بعضهم بالوقوف على الأبواب مراقبين انتشار القوات الإسرائيلية بين أحيائهم وفي شوارعهم.
ورفع جنود إسرائيليون العلم الإسرائيلي على عدد من التلال القريبة المشرفة على القنيطرة.
وعلى مشارف قرية الحميدية المجاورة لمدينة البعث، يقف ياسين العلي (43 عاما) وإلى جانبه أطفال يلعبون على دراجة هوائية.
ويقول ابن مدينة البعث: «نحن على بعد أقل من 400 متر من الدبابات الإسرائيلية (...) والأطفال هنا خائفون من التوغل الإسرائيلي».