عبدالكريم أحمد
تتطرق زاوية «قضية ومحام» هذا اليوم الى جريمة خطيرة أوصلت الكثير من الشبان والشابات إلى قاعات المحاكم وأضرت بسمعتهم ومستقبلهم، وهي جريمة «التحريض على الفسق والفجور»، حيث استضافت المحامي أحمد الأحمد في هذا الحوار للحديث عنها والتوعية منها:
كيف يتناول القانون الكويتي جريمة «التحريض على الفسق والفجور»؟
٭ نظم قانون الجزاء الكويتي رقم 16 لسنة 1960 هذه الجريمة ضمن الباب الثاني من الكتاب الثالث، وهو الخاص بالجرائم الخاصة الواقعة على العرض والسمعة، وأفرد لها المواد من 200 حتى 207.
ونصت المادة 200 على أنه «كل من حرض ذكرا أو أنثى على ارتكاب أفعال الفجور والدعارة أو ساعده على ذلك بأية طريقة كانت، يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة واحدة وبغرامة لا تجاوز ألف روبية أو بإحدى هاتين العقوبتين. وإذا كانت سن المجني عليه تقل عن الثامنة عشرة، كانت العقوبة الحبس مدة لا تجاوز سنتين والغرامة التي لا تجاوز ألفي روبية أو إحدى هاتين العقوبتين»
كيف تتحقق جريمة «التحريض على الفسق والفجور»؟
٭ تتحقق هذه الجريمة بتوافر ركنين، الأول الركن المادي، ويتمثل في كل فعل أو قول يدفع به الجاني إلى ارتكاب الجريمة بالتأثير الذي يريده المحرض بتشجيع الغير على تحقيق فكرة الجريمة التي تكون في نفس الجاني قبل التحريض عليها.
والثاني هو الركن المعنوي، وهو القصد الجنائي الذي يقوم على عنصري العلم والإرادة، إذ يجب أن تتجه إرادة الجاني إلى ارتكاب الفعل المكون للركن المادي للجريمة مع انصراف علمه إلى عناصر الجريمة.
وكيف تقع في وسائل التواصل الاجتماعي؟
٭ إرسال أي كلمة خادشة أو مادة مُخلة بالحياء كالصور والمقاطع البذيئة، يعد تحريضا واضحا وصريحا على الفسق والفجور، فالبعض من الشباب يرسل كلمة مسيئة تنتهي بتوريطه بقضية قد تؤثر سلبا على مستقبله، وقاعات المحاكم تشهد تداول أمثلة كثيرة من هذه الدعاوى، لذا نرى أن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت كثيرا وقوع هذه الجريمة.
هل ترى أن هذه الجريمة زادت مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
٭ مع الأسف نتلمس ارتفاعا بمعدلات ارتكاب هذه الجريمة التي أصبحت منتشرة بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، إذ باتت مقترنة بجريمة استعمال الهاتف والأفعال المجرمة المرتكبة عبر هذه الوسائل كنشر أو إرسال المواد الخادشة للحياء العام والابتزاز الإلكتروني وغيرها.
هل يمكن اتهام الإناث بهذا الاتهام؟
٭ بالطبع، فالقانون لا يُفرق بين ذكر وأنثى، وهناك دعاوى سابقة ومنظورة اتهمت فيها الكثير من الفتيات بسبب إرسال عبارات خادشة أو حتى عبارات تدعو إلى الإعجاب وإقامة العلاقات، أو إرسال صور خاصة بهن إلى شبان غرباء.
ما نصيحتك للشباب لتجنب الوقوع في هذه الجريمة؟
٭ أرى أن هذه الجريمة تقع بسبب ضعف الوازع الديني والتفكك الأسري وإتاحة سبل النشر وسهولة التواصل، ومع الأسف إدانتهم فيها قد تؤثر سلبا عليهم وعلى سمعتهم، لذا من الضروري حمايتهم من المساءلة القانونية، وهذا يتحقق بتقوى الله والتزام طاعاته ثم البعد عن كل المفسدات والمحرمات، إلى جانب الانشغال بالعلم وكل ما هو نافع.