بيروت - زينة طباره
رأى أمين سر كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب هادي أبو الحسن في حديث إلى «الأنباء»، أن ما يتعرض له جنوب لبنان من خروقات إسرائيلية كان آخرها تهديم المنازل والوحدات السكنية وقطع الأشجار في بلدتي القنطرة ووادي الحجير، «ليس جديدا على اللبنانيين عموما والجنوبيين خصوصا».
وقال أبو الحسن: «الكيان الإسرائيلي لا يحترم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ولا نية لديه لاحترام قرار وقف إطلاق النار انطلاقا من ممارسته للغطرسة والمكابرة، ومن استعماله القوة العسكرية لتحقيق أهدافه وغاياته وما يرنو إليه على المديين القريب والبعيد».
وأضاف: «على الحكومة اللبنانية أن تطالب اللجنة المعنية بمراقبة تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار، بضبط الخروقات الإسرائيلية، وإلزام تل أبيب احترام وتطبيق الاتفاقية المذكورة نصا وروحا، تماما كما التزم لبنان بتطبيق بنودها ومندرجاتها، لا سيما وانه لم يتعارض يوما لا من قريب ولا من بعيد مع القرارات والمعاهدات الدولية، لا بل كان من أبرز المنادين لتطبيقها والتشدد في رعايتها دوليا وصولا إلى تحقيق الاستقرار الدائم. كما أن المطلوب في المقابل من المقاومة في لبنان التي فوضت رئيس مجلس النواب نبيه بري للتفاوض عنها، أن تتجاوب مع مضمون الاتفاقية كي نتمكن من إخراج لبنان والجنوب من النفق».
في سياق مختلف وعما إذا كان يتوقع انتهاء جلسة انتخاب الرئيس في 9 يناير المقبل بتصاعد الدخان الأبيض من قبة البرلمان، أكد أبو الحسن «انه لابد من إنهاء الاستعصاء في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، والمستمر منذ سنتين على رغم المبادرات والجهود المضنية للوصول إلى توافق وطني حول شخصية ومواصفات الرئيس العتيد».
ورأى «أن لبنان بطبيعته وتركيبته، وبناء على التوازنات السياسية القائمة في مجلس النواب، إضافة إلى طبيعة المرحلة المقبلة وما تحمله من تحديات كبيرة، بحاجة إلى رئيس يثق به الجميع وقادر على جمع اللبنانيين تحت سقف الدولة، وعلى قيادة السفينة اللبنانية وإخراجها من قلب العاصفة».
وتابع: «بعدما حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الساعة صفر لانتخاب رئيس، ومن اجل حسم الموقف والدفع باتجاه إنهاء الشغور في سدة الرئاسة، اعلن اللقاء الديموقراطي تأييده ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية. وندعو في السياق جميع الأفرقاء إلى التوافق على مرشح والذهاب في 9 يناير المقبل إلى انتخابات رئاسية حاسمة، لا تنتهي إلا بإعلان الرئيس بري عن اسم الفائز في السباق إلى قصر بعبدا، على أن تشكل بعد انتخابه حكومة مهمة ومن ثم الشروع بتطبيق القرارات الدولية وأبرزها 1701 بكل مندرجاته، وكامل اتفاق الطائف إضافة إلى وضع خطة تعافي وإطلاق البرامج الإصلاحية على كل المستويات».
على صعيد آخر، وعما حققته زيارة الوفد الدرزي إلى سورية ولقائه مع رئيس السلطة السورية الجديدة أحمد الشرع، قال أبو الحسن: «البحر من ورائنا، والعدو الإسرائيلي عن يميننا، ولا يبقى لنا سوى سورية بوابة لبنان إلى العالم العربي، الأمر الذي يفترض إقامة أفضل العلاقات معها. لذا كان من الطبيعي أن نبادر بعد سقوط نظام الأسد كفريق سياسي معني بالمعادلة السياسية في لبنان، وانطلاقا من زعامة وليد جنبلاط على طائفة الموحدين الدروز، أولا إلى تهنئة الشعب السوري بتحرره من الديكتاتورية والطغاة، والتأكيد ثانيا على أهمية وحدة سورية أرضا وشعبا وجيشا ومؤسسات، وعلى ضرورة مشاركة كل أطيافها ومكوناتها ومشاربها في صياغة دستور جديد».
وختم أبو الحسن قائلا: «ابرز ما أثمرته زيارة الوفد الدرزي إلى سورية، كان ترحيب السلطة السورية الجديدة بالمذكرة التي تقدمنا بها كلقاء ديموقراطي وكحزب اشتراكي، والمؤلفة من 13 بندا في طليعتها الحفاظ على سيادة واستقلال كل من لبنان وسورية، وتفعيل العلاقات الديبلوماسية على قاعدة الاحترام المتبادل، وترسيم الحدود البرية والبحرية، وتطبيق القرارات الدولية مع إلغاء القرار 2254 منها، ومحاكمة المجرمين والمرتكبين بحق الشعبين الجارين، وإلغاء المجلس الأعلى اللبناني السوري».