قال رئيس أذربيجان إلهام علييف أمس إن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية التي تحطمت قبل أيام في كازاخستان أصيبت بـ«طلقات» من روسيا، متهما موسكو بالسعي إلى التستر على مسؤوليتها بدلا من الإقرار بها.
وفي مقابلة مع التلفزيون الوطني، أشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف علنا إلى «ذنب» روسيا، مؤكدا أن «الطائرة أصيبت خطأ».
وقال علييف في المقابلة التي نقلتها وكالة أذرتاغ الرسمية للأنباء إن الطائرة «تعرضت لأضرار من الخارج وقت تحليقها فوق الأراضي الروسية، بالقرب من مدينة غروزني» عاصمة جمهورية الشيشان الروسية.
وتابع علييف الذي يقيم بلده علاقات جيدة مع موسكو: «لم نسمع سوى نظريات عبثية من جانب روسيا خلال الأيام الثلاثة الأولى للأسف».
واعتبر الرئيس الأذربيجاني أن الروايات المختلفة التي قدمتها روسيا، كاصطدام بسرب من الطيور أو انفجار لبالون غاز في الطائرة، «تظهر بوضوح أن الجانب الروسي يريد وأد المسألة».
وبحسب علييف لابد لروسيا من تقديم الاعتذار والإقرار بالمسؤولية ومعاقبة المذنبين ودفع تعويضات لأذربيجان وضحايا الحادث.
واعتبر أن «المطلب الأول حقق» مع اعتذار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلا «آمل أن تستوفى الشروط الأخرى».
ولاحظ أن «الاعتراف بالذنب وتقديم الاعتذار في الوقت المناسب لأذربيجان التي تعد دولة صديقة وإطلاع الرأي العام على المستجدات هي مجموعة من التدابير كان ينبغي اتخاذها».
وأكد الرئيس الأذربيجاني أن «الصورة الكاملة ستتضح بعد فحص صندوقي تسجيل بيانات الرحلة والاستحصال على معلومات أكثر تفصيلا».
ومنذ وقوع الحادث في كازاخستان حيث تحطمت الطائرة بعدما عجزت عن الهبوط في وجهتها الأصلية في مطار غروزني في جنوب روسيا، تتنامى شكوك تعزو الواقعة إلى صاروخ روسي دفاعي.
وبحسب بيان صادر عن الكرملين، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتذار لنظيره الأذربيجاني، مقرا بأن الدفاعات الجوية كانت نشطة لكن من دون الاعتراف بأن الطائرة أصيبت خطأ بصاروخ اطلقه الجيش الروسي. وكشف أيضا أن المنطقة كانت تتعرض يومذاك لهجمات مسيرات أوكرانية.
وبالقرب من غروزني، «كادت تخرج عن السيطرة بسبب» أنظمة «عسكرية للتشويش الإلكتروني» كانت قيد التشغيل. وقد تعرض ذيلها «لأضرار جسيمة بسبب طلقات من الأراضي الروسية»، وفق الرئيس علييف.
والطائرة من طراز «امبراير 190» تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية، تحطمت قرب أكتاو في غرب كازاخستان على الضفة الشرقية لبحر قزوين، فيما كانت تقوم برحلة من باكو إلى غروزني على الضفة الأخرى من البحر.
وأسفرت الحادثة عن مقتل 38 شخصا، فيما نجا 29. وساهمت شهادات الناجين والصور المنشورة لذيل الطائرة المخروق بثقوب في تعزيز فرضية نيران من الدفاعات الجوية الروسية، وهي نظرية لم تعلق عليها روسيا.