واصلت إسرائيل استهداف المستشفيات في غزة، رغم الإدانات الدولية الواسعة لتدميرها المنظومة الصحية شمال القطاع، فيما تستمر المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن وإن كان بوتيرة متعثرة دون أن تنهار.
وقصفت القوات الإسرائيلية بالمدفعية أمس المستشفى المعمداني شرق مدينة غزة، غداة إقدامها على حرق مستشفى «كمال عدوان» شمال القطاع واعتقالها مدير المستشفى وكوادره الطبية.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بأنه نقل سبعة فلسطينيين قتلوا إثر غارة جوية استهدفت مبنى مستشفى «الوفاء لرعاية المسنين والمعاقين حركيا» في حي الرمال في مدينة غزة.
وقال الدفاع المدني في بيان إنه «تم انتشال 7 شهداء وعدد من المصابين من بينهم عدد من الحالات الخطيرة جراء الاستهداف الإسرائيلي للطابق العلوي في مبنى مستشفى الوفاء» وسط غزة.
وأكد المدير العام لوزارة الصحة منير البرش إن المستشفى «تعمل بشكل جزئي لعلاج المعاقين حركيا»، موضحا أنه «تم تأهيل المستشفى للعمل بشكل لاستقبال مرضى ومصابين وأصبحت جاهزة للافتتاح خلال الأيام القليلة القادمة، لولا أنه تم استهدافها اليوم».
من جهته، قال الجيش لإسرائيلي في بيان إن «سلاح الجو الإسرائيلي نفذ ضربة دقيقة على إرهابيين من وحدة الدفاع الجوي التابعة لحماس في منطقة الشجاعية». وأضاف «كان الإرهابيون يعملون في مركز قيادة وسيطرة في مبنى كان في الماضي مستشفى الوفاء في منطقة مدينة غزة، لم يعد يستخدم كمستشفى».
وبحسب شهود عيان، يوجد مئات الفلسطينيين النازحين يقيمون في خيام داخل مبنى مستشفى الوفاء.
في غضون ذلك، تتواصل الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين هناك، في وقت نفى فيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقريرا عن احتمالية إبرام «صفقة محدودة» كمبادرة حسن نية قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وكانت القناة الـ 12 الإسرائيلية قد ذكرت في تقرير لها أن تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مهتمتان بالوصول إلى «اتفاق محدود، تزامنا مع تنصيب ترامب في 20 يناير المقبل».
لكن قناة i24 الإسرائيلية، نقلت عن مكتب نتنياهو قوله في بيان ان ما ورد في تقرير القناة الـ 12 الإسرائيلية غير صحيح.
من جانبها، نقلت صحيفة «هآرتس» عن «مصادر شاركت في المحادثات التي عقدت على مدار الأسبوع الماضي»، أن «حماس» واسرائيل لم تحققا بعد «اختراقا» من شأنه تمهيد الطريق للوصول إلى اتفاق، لكنهم أكدوا أن المفاوضات «مستمرة ولم تنهر».
وتطالب «حماس» بأن يؤدي اتفاق الهدنة المنتظر إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، فيما تتمسك إسرائيل بقائمة مفصلة بالرهائن المحتجزين الأحياء والأموات في القطاع، لإعداد قائمة بمن سيتم إطلاق سراحهم خلال ما يطلق عليها «المرحلة الإنسانية» من الصفقة المحتملة.
على الأرض، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» بغزة أن حصيلة القتلى الفلسطينيين ارتفعت إلى 45514 شخصا منذ بداية الحرب بين الحركة وإسرائيل قبل نحو خمسة عشر شهرا.
وقالت الوزارة في بيان أمس إن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 30 شهيدا خلال 24 ساعة»، مبينة أن «حصيلة العدوان ارتفعت إلى 108189 إصابة منذ السابع من اكتوبر 2023».
وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية استشهاد معتقل فلسطيني من قطاع غزة في سجون الاحتلال بعد نقله من سجن النقب إلى مستشفى «سوروكا» في الأراضي المحتلة عام 1948.
وذكرت الهيئة في بيان صحافي أن المعتقل أشرف أبو وردة (51 عاما) من غزة «استشهد وهو معتقل منذ نوفمبر العام الماضي ولم يكن يعاني من أي مشاكل صحية».
من جهتها، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ان «عدد الشهداء من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني ارتفع إلى 50 شهيدا».
إلى ذلك، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها سترفع إلى الأمم المتحدة خلال الأسبوع المقبل، تقريرا رسميا يتحدث عن تعرض رهائن في قطاع غزة، بمن فيهم أطفال، لانتهاكات جسدية خلال احتجازهم، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الإسرائيلية.
ويستند التقرير الإسرائيلي إلى شهادات رهائن أفرج عنهم، ويذكر حوادث تعرضوا فيها للحرق والضرب والتجويع المتعمد من قبل عناصر حركة «حماس».
وسيرفع التقرير إلى المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب أليس إدواردز.