تكشفت الملامح الأولية لأجندة عمل المؤتمر الوطني في سورية المرتقب عقده الأسبوع المقبل، فيما واصلت الإدارة الجديدة استقبال المزيد من الوفود الديبلوماسية الخارجية لمناقشة مستقبل سورية الجديدة ما بعد بشار.
واستقبل قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق أمس وفدا أوكرانيا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية اندريه سيبيغا، في أول زيارة منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وقال سيبيغا، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني «نأمل في أن تكون سورية الجديدة دولة تحترم القانون الدولي، وبالتالي وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها».
ورأى أن «ذلك يفتح الطريق أمام استئناف العلاقات الديبلوماسية والحوار السياسي وعمل البعثات الديبلوماسية» بين البلدين.
من جهته، قال الشيباني إن بلاده تتطلع إلى «شراكات استراتيجية» مع أوكرانيا «على الصعيد السياسي والاقتصادي وأيضا الاجتماعي ولدينا أيضا شراكات علمية سوف نبدأها مع أوكرانيا من جديد».
وبالتوازي، برزت توقعات أن يعقد المؤتمر الوطني للقوى السورية في الرابع والخامس من يناير المقبل، حيث من المرتقب أن يشهد «إعلان حل جميع الفصائل المسلحة، ومن بينها هيئة تحرير الشام»، بحسب ما أفادت قناتا «الحرة» و«الجزيرة» الفضائيتان نقلا عن مصادرهما. ومن المقرر أن تتم دعوة 1200 شخصية سورية من الداخل والخارج على مستوى الأفراد وليس الكيانات، إلى جانب 70 ـ 100 شخص من كل محافظة من كل الشرائح.
ومن المتوقع أن يسفر المؤتمر الوطني، الذي سيشارك فيه ممثلون عن الشباب والمرأة ورجال دين والمجتمع المدني، عن «تشكيل لجنة لصياغة الدستور الجديد للبلاد، إلى جانب أفكار لتشكيل حكومة جديدة خلال شهر من انعقاد المؤتمر».
كما يتوقع تشكيل هيئة استشارية لأحمد الشرع بوصفه قائد الإدارة الحالية، بحيث تضم هذه الهيئة «عناصر من مختلف الأطياف على أساس الكفاءة».
وتواجه الإدارة الحالية في سورية مطالب دولية بضرورة إشراك جميع الأطياف في إدارة البلاد، في ظل تشكيل حكومة مؤقتة يقودها أشخاص ينتمون للفصائل المسلحة التي أطاحت بالأسد، أو مقربون منهم.
جاء ذلك غداة تأكيد قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع في تصريحات تلفزيونية أمس الأول إن هذا التشكيل من طيف واحد «كان مطلوبا من أجل إدارة المرحلة الحرجة الحالية»، في إشارة إلى تكوين حكومة أوسع بعد المؤتمر الوطني المرتقب.
كما أشار الشرع إلى أن سورية «بحاجة إلى 4 سنوات تقريبا لإجراء انتخابات، بسبب مشاكل داخلية، بينها عدم وجود تعداد حقيقي للسكان، وذلك في ظل ملايين اللاجئين والنازحين».
في هذه الأثناء، تزايد التوتر على الأرض، حيث اتسعت المواجهات بين قوات سورية الديموقراطية (قسد) وفصائل مسلحة موالية لتركيا شمال شرقي سورية، لاسيما في ريفي منبج وكوباني (عين العرب)، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى من الطرفين.
وأفاد مراسل قناة «العربية/ الحدث» أمس بأن المقاتلين الأكراد نفذوا هناك 3 هجمات باتجاه أرياف مدينة «سريه كانيه» وقتلوا 4 من مقاتلي الفصائل.
كما فتحوا طريقا لمقاتلين سوريين وأسرهم من الراغبين بالعودة إلى مناطقهم الأصلية.
وبالتزامن، استمرت الاشتباكات في ريف منبج قرب بلدة ابو قلقل وقرى قريبة من سد تشرين وجسر «قره قوزاق».
وأدت المعارك بين الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا ومقاتلي «قسد» إلى سقوط ما لا يقل عن 31 مقاتلا من الطرفين، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقتل 7 مقاتلين من الفصائل الموالية لتركيا في اشتباكات مع الأكراد في منطقة «منبج» التي باتت بقبضة الفصائل الموالية لتركيا منذ مطلع ديسمبر الجاري، إثر «تسلل» مقاتلين أكراد إليها، وفق المرصد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 13 عنصرا من فصائل موالية لتركيا وعنصرين من قوات سوريا الديموقراطية التي يهيمن عليها الأكراد «نتيجة احتدام المعارك بين الطرفين على محاور سد تشرين وجسر قره قوزاق شرق حلب» في منطقة منبج.
وأعلنت «قسد» عن «تنفيذ عمليات نوعية دمرت خلالها جهازي رادار ونظام تشويش ومدرعة عائدة للاحتلال التركي غربي جسر قره قوزاق».
فيما قصفت تركيا براجمات الصواريخ عدة قرى في ريف «كوباني»، عين العرب الجنوبي ومناطق سيطرة قوات «قسد».
كما طال القصف منطقة في بلدة «سلوك» شمال سورية.
من جهة اخرى، توغل الجيش الإسرائيلي مجددا في مدينة البعث بريف القنيطرة جنوب سورية، حيث قام بطرد موظفين من دوائر حكومية «تحت ذريعة التفتيش»، بحسب وكالة «فرانس برس».
وكان خمسة مدنيين سوريين أصيبوا مؤخرا، جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مظاهرة في بلدة سويسة.
جاء ذلك بعدما انسحبت القوات الاسرائيلية من البلدة المذكورة عقب مظاهرة شعبية طالبت بخروجها، وسط حالة من التوتر يشهدها الجنوب السوري بسبب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية.
فيما نظم سكان القرى السورية الواقعة بالقرب من الحدود احتجاجات عبروا فيها عن غضبهم من غزو الجيش الإسرائيلي لمناطقهم، وتخوفهم من «احتلال إسرائيلي طويل الأمد».
لاسيما مع تأكيد عدة مسؤولين إسرائيليين أن هذا التوسع الجديد قد يطول لأكثر من سنة.
إلى ذلك، ذكرت إعلام سورية أنه تمت إعادة فتح معبر «كسب» الحدودي مع تركيا بعد إغلاق دام 14 عاما.