- الشيباني يؤكد ضرورة فتح صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي بعد سقوط النظام السابق
تواصل الإدارة السياسية الجديدة في سورية استكمال شواغر الحقائب السيادية في الحكومة الانتقالية، فيما أعربت الولايات المتحدة عن أملها في أن تبدأ سورية الجديدة العملية الديموقراطية «في أقرب وقت ممكن»، وذلك بعدما أشار قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع إلى أن الانتقال السياسي قد يستغرق وقتا أطول مما كان متوقعا.
وأعلنت سفارة واشنطن في دمشق أن مسؤولين أميركيين التقوا مسؤولي الإدارة السورية الجديدة وبحثوا معهم عددا من الملفات من بينها: مواصلة ملاحقة تنظيم «داعش» ومنع إيران من الظهور مرة أخرى في سورية، وضمان عملية سياسية شاملة تمثل جميع السوريين.
وكتبت السفارة الاميركية في منشور عبر منصة «إكس» أمس: «التقى مسؤولون أميركيون السلطات المؤقتة في دمشق وأثاروا الحاجة إلى حماية المواطنين الأميركيين والتأكد من مصير المواطنين الأميركيين المختفين، مواصلة القتال ضد داعش ومنع إيران من الظهور مرة أخرى في سورية، تمثيل جميع السوريين بشكل كامل وضمان عملية سياسية شاملة».
ولم تذكر السفارة في منشورها هوية المسؤولين الأميركيين أو السوريين الذين التقوهم.
وفي سياق متصل، قال مسؤول أميركي إن واشنطن تأمل أن تكون انتخابات سورية «حرة ونزيهة، وأن تجرى بطريقة شفافة وشاملة».
وأضاف المسؤول في تصريحات لصحيفة «ذا ناشيونال»: «نأمل أن تتوافر هذه الشروط في أقرب وقت ممكن»، وفق ما أوردت «سكاي نيوز عربية» أمس.
وتأتي هذه التصريحات بعدما أثار الشرع قلقا عندما أكد في تصريحات تلفزيونية مؤخرا انه لن تجري انتخابات قبل 4 سنوات من الآن، وقد لا تتم المصادقة على الدستور الجديد قبل 3 سنوات.
وأوضح الشرع أن هذا الجدول الزمني يعود إلى «الحاجة لإجراء تعداد شامل للسكان، وهو أمر صعب في ظل الأزمة الإنسانية والنزوح الواسع في البلاد».
هذا، والتقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق أمس وفدا من الطائفة المسيحية، حسبما أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
كما التقى الشرع في دمشق وفدا من قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، بحسب ما أفاد مسؤول مطلع على الاجتماع وكالة «فرانس برس»، مشيرا إلى أن هذه المحادثات الأولى من نوعها كانت «إيجابية»، وأنه سيتم «تكثيف مثل هذه الحوارات والاجتماعات في المستقبل».
وقال المسؤول ـ طالبا عدم كشف اسمه ـ إن الاجتماع كان «لقاء تمهيديا لوضع أساس للحوار المستقبلي»، مضيفا أنه «تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات للوصول لتفاهمات مستقبلية».في هذه الأثناء، كشف مسؤول الإحصاء العام بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية محمد الموسى، عن الاستعداد لإطلاق عملية إحصاء سكاني تمهيدا لإجراء انتخابات.
وأضاف أن العملية ستتم عبر منظومة إلكترونية، بحيث تقوم كل أسرة بتعبئة استبيان شامل، على أن تتحرى الوزارة من صحة المعلومات عبر جولات ميدانية.
في الغضون، أعلنت السلطات السورية الجديدة تعيين القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة الانتقالية التي يرأسها م. محمد البشير.
وذكرت وكالة (سانا)، أن «القيادة العامة تعلن تعيين اللواء المهندس مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة الجديدة بالجمهورية العربية السورية».
وجرى مؤخرا، ترقية أبو قصرة (41 عاما) إلى رتبة لواء في مرسوم أصدره قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع.
ويتولى أبو قصرة منذ خمس سنوات القيادة العسكرية لهيئة تحرير الشام التي قادت إلى جانب فصائل أخرى الهجوم الذي أطاح ببشار الأسد في الثامن من ديسمبر الفائت.
من جهة أخرى، شدد زير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، خلال استقباله في دمشق أمس، القائم بالأعمال لبعثة الاتحاد الأوروبي ميخائيل أونماخت، على ضرورة تعزيز العلاقات الديبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي، وفتح صفحة جديدة بعد سقوط النظام السابق، داعيا إلى إعادة فتح سفارات الاتحاد في سورية وتفعيل دورها.
في هذه الأثناء، نقلت قناة «الحرة» عن مصادر لم تكشف هويتها قولها، إنه من المقرر دعوة 1200 شخصية سورية من الداخل والخارج على مستوى الأفراد وليس الكيانات للمشاركة في جلسات الحوار الوطني، ما قد يعني غيابا للهيئات التي مثلت المعارضة السورية في الخارج.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنه من أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية التي كانت تتبع للمعارضة السورية والمتوقع مشاركتها في المؤتمر: فاروق الشرع، ورياض حجاب، ورياض الأسعد، وبرهان غليون، ومعاذ الخطيب، وجورج صبرا، وأحمد الجربا، وهيثم المالح، وهادي البحرة.
ميدانيا، ذكرت وكالة «سانا» أن عناصر إدارة الأمن العام انتشرت في محافظة اللاذقية «حفاظا على أمن وسلامة المواطنين».
في الغضون، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات في حي المزة بمحيط العاصمة دمشق نتيجة مداهمة قام بها عناصر إدارة العمليات العسكرية.
وفي مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، باشرت إدارة العمليات حملات مداهمة لمنازل مطلوبين بقضايا التخريب، حيث سمعت أصوات إطلاق نار دون ورود أنباء عن خسائر بشرية.
وجاءت هذه الحملة بعد فرض إدارة العمليات العسكرية حظر تجوال في مدينة «تلبيسة» لاعتبارات أمنية، حيث اطلقت بعده عمليات المداهمة في تلك الأحياء لملاحقة مطلوبين أمنيا.
وأفاد المرصد بتجدد الاشتباكات شمال سورية أمس، حيث قصفت قوات سوريا الديموقراطية «قسد» بلدة أبو قلقل ومحيط قرية شاش البوبنا جنوب شرقي مدينة منبج بالمدفعية الثقيلة.
وبحسب المرصد، أعقب هذا القصف، عملية تسلل نفذتها «قسد» على مواقع القصف، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة مع الفصائل الموالية لتركيا، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالتزامن مع قصف مدفعي تركي استهدف قرية بير حسو على محور «قرقوزاق».
من جانب آخر، نقلت صحيفة (الوطن) السورية عن مصادر إعلامية إفادتها بمقتل 3 مدنيين وأصيب 9 آخرون أمس باستهداف طائرة مسيرة تابعة لقوات «قسد»، في حي الأشرفية بمدينة حلب.
وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي الأشرفية ذا الغالبية الكردية شهد استهدافا لحاجز تابع لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) بالقرب من الحديقة في الحي من قبل مسلحين مجهولين، مما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة.