تزايد منسوب التفاؤل بإمكانية التوصل إلى هدنة في غزة قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 الجاري، لاسيما مع انخراط الأخير بشكل كبير عبر مبعوثه الخاص للشرق الأوسط في ممارسة ضغوط على كل من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» للإسراع إلى التوصل للاتفاق المرتقب لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى في القطاع.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، بأن صفقة التبادل وإنهاء الحرب على قطاع غزة تبدو قريبة، ناقلة عن مسؤولين تفاؤلهم بذلك، لا سيما بعد الضغوط التي مارسها كل من ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وبريت ماكغورك مبعوث إدارة الرئيس جو بايدن في اجتماعات الدوحة.
وقالت صحيفة «هآرتس» إن التنسيق بيد الإدارتين الأميركيتين المنتهية ولايتها والقادمة يلعب دورا كبيرة بالتقدم في المفاوضات.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن التفاؤل باقتراب التوصل إلى الاتفاق يأتي بعد قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إرسال وفد مكون من رئيسي جهازي الاستخبارات الخارجية «الموساد» ديفيد برنياع و«الشاباك» رونين بار ومستشاره السياسي وممثل عن الجيش إلى الدوحة للمشاركة في المفاوضات الجارية هناك على قدم وساق.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن قرار نتنياهو جاء بعد لقاء مع مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط وويتكوف وماكغورك، مضيفة أن الأخير زار إسرائيل بشكل مفاجئ أمس الأول، ثم عاد إلى الدوحة. وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن الهدف من المفاوضات الجارية في قطر هو صياغة صفقة في غضون أسبوع، أي قبل تنصيب ترامب في 20 الجاري. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: «هذه المرة هناك تفاؤل ويبدو الأمر أقرب من أي وقت مضى» بعد محادثات استمرت لأسابيع.
بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أميركية قولها إن الصفقة المطروحة متعددة المراحل، منوهة أن تعهدات طرفي النزاع بين كل مرحلة وأخرى من مراحل الصفقة مفتاح التوصل إلى اتفاق.
وأوضحت أنه سيكون على إسرائيل التعهد بعدم العودة إلى القتال، كما سيكون على «حماس» التعهد بإعادة كل من تبقى من المحتجزين الإسرائيليين في المرحلة الثانية.
وقال مصدر إسرائيلي آخر لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه من المتوقع أن يلتقي منسق شؤون الأسرى غال هيرش مع رئيس الصليب الأحمر الذي يزور إسرائيل لمناقشة كيفية إطلاق سراح المحتجزين ومشاركة المنظمة في تنفيذ الاتفاق حال التوصل إليه.
على صعيد التطورات الميدانية، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، بإصابة 8 جنود بينهم حالات خطرة، جراء انفجار عبوة ناسفة في مبنى بجباليا شمال غزة يوم الجمعة الماضي.
وأشارت إلى أن الجنود الـ 8 المصابين من لواء «غفعاتي»، منوهة إلى ان الجيش يتكتم عن الحادث.
جاء ذلك بعد يوم واحد من اعتراف الجيش لإسرائيلي بمقتل 4 جنود من لواء «ناحال» وإصابة ضابط وجندي بجروح خطرة جراء تفجير عبوة شديدة الانفجار في بيت حانون خلال معارك شمال القطاع.
لكن وسائل إعلام فلسطينية نقلت عن منصات تابعة لمستوطنين قولها إن 7 جنود إسرائيليين قتلوا أول من أمس، وأصيب نحو 30 آخرين بجراح، بينهم 11 إصاباتهم خطرة وصعبة.
في الغضون، أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن الجيش الإسرائيلي يتجه إلى تغيير أساليب القتال في بيت حانون بعد الخسائر البشرية الفادحة التي تعرض لها.
وقالت إن مقتل وإصابة جنود شمالي غزة مؤخرا، «فرقة غزة» لإجراء تحقيق وتغيير أسلوب وحركة القوات في «بيت حانون».
ولفتت «معاريف» إلى أنه منذ بدء المناورة البرية في بيت حانون قبل أكثر من أسبوعين قتل 11 ضابطا وجنديا إسرائيليا وجرح نحو 20 آخرين.
من جهة أخرى، قال «الهلال الأحمر» الفلسطيني إن طفلين اثنين أصيبا بالرصاص الحي في هجوم للمستوطنين في بلدتين بالضفة الغربية المحتلة.
إلى ذلك، نقلت قناة «الجزيرة» الفضائية عن مصادر لم تحدد هويتها قولها إن الاشتباكات العنيفة تجددت بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية و«مقاومين» في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.