فرحان الشمري
قال وزير الخارجية عبدالله اليحيا لـ«الأنباء»: حضرت في الرياض اجتماعا وزاريا موسعا ضم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى دول الاتصال الرئيسية والداعمة للملف السوري، موضحا أن الاجتماع ضم بالإضافة إلى دول الخليج الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وإسبانيا، خصوصا أن هذه الدول لها مشاريع واهتمام بسورية ولها تأثير دولي.
وأكد اليحيا أن اجتماعات وزراء خارجية دول الخليج العربي بشأن سورية مستمرة، وذلك من أجل تقديم العون لها وللشعب السوري. على صعيد متصل، أعلن اليحيا أنه سيزور لبنان قريبا لتقديم التهنئة للرئيس اللبناني الجديد جوزف عون فضلا عن دعم لبنان.
بمشاركة وزير الخارجية عبدالله اليحيا.. والاتحاد الأوروبي يبحث تخفيفها خلال اجتماع في بروكسل نهاية يناير الجاري
«اجتماعات الرياض» تطالب برفع العقوبات عن سورية وتدعم وحدتها
- فيصل بن فرحان: استمرار العقوبات سيعرقل طموحات الشعب السوري
- عبدالله بن زايد: يجب أن تكون سورية مستقرة وآمنة بلا إرهاب وإقصاء
- عبدالله بوحبيب: لبنان وسورية بحاجة لخطة عربية مشتركة كـ «خطة مارشال»
- وزيرة الخارجية الألمانية: نهج «ذكي» للعقوبات الغربية المفروضة على دمشق
طالب «بيان الرياض» الصادر في ختام الاجتماعات الوزارية الموسعة التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض حول سورية امس، الأطراف الدولية برفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على دمشق.
وأكد البيان الختامي لـ «اجتماعات الرياض» أهمية احترام وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، مشيرا إلى ان المجتمعين عبروا عن قلقهم من توغل إسرائيل داخل الأراضي السورية.
ودعا البيان إلى معالجة أي مصادر للقلق لدى مختلف الأطراف السورية بالحوار.
وأكد وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان أهمية رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سورية، مشيرا إلى أن استمرارها «سيعرقل طموحات الشعب السوري».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية السعودي عقب اختتام اجتماعات وزارية عربية دولية موسعة بشأن سورية، بمشاركة وزير الخارجية عبدالله اليحيا وعدد من وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة ووزراء خارجية عدد من الدول العربية والغربية وتركيا، إضافة إلى ممثلي منظمات إقليمية ودولية.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون.
وقال سمو الأمير فيصل بن فرحان إن «اجتماعات الرياض» جاءت «للتأكيد على أن بحث الشأن السوري يتم بمشاركة السوريين»، مشددا على أن «مستقبل سورية هو شأن للسوريين».
وتابع: «أكدنا أهمية الاستمرار في تقديم مختلف أوجه الدعم الإنساني والاقتصادي وفي مجال بناء قدرات الدولة السورية وتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار وتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين».
وأضاف: «أكدنا خلال الاجتماعات أهمية تقديم الدعم لتهيئة البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين»، مشيرا إلى أنه تم أيضا «التأكيد على أهمية ألا تكون سورية مصدرا للتهديدات بالمنطقة».
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على أهمية تكاتف الشعب السوري بكل أطيافه لبناء سورية موحدة «من أجل بناء سورية موحدة ومستقرة وآمنة لا إرهاب فيها ولا إقصاء فيها».
وأشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد إلى أن الاجتماع الوزاري الموسع يأتي تجسيدا لأهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية والأممية بهدف دعم الشعب السوري الشقيق على جميع المستويات بما يلبي تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار المستدامين والازدهار والتنمية.
وجدد التأكيد على موقف دولة الإمارات الراسخ في دعم استقلال سورية وسيادتها على كامل أراضيها.
بدوره، قال وزير خارجية لبنان د.عبدالله بوحبيب: نحن وسورية بحاجة إلى خطة عربية مشتركة مثل «خطة مارشال».
وفي هذه الأثناء، اقترحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، على هامش مشاركتها في الاجتماعات، «فرض نهج ذكي للعقوبات الغربية المفروضة على سورية».
وقالت بيربوك إن برلين «تقترح نهجا ذكيا للعقوبات حتى يحصل الشعب السوري على الإغاثة وجني ثمار سريعة من انتقال السلطة».
بدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيبحث رفع العقوبات عن دمشق باجتماع سيعقده في بروكسل نهاية الشهر الجاري.
وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس أن وزراء خارجية دول الاتحاد «سيعملون لضمان أن يكون هناك بحلول ذلك الموعد فرصة حقيقية لاتخاذ قرار بهذا الشأن».
وقالت كالاس إن الاتحاد الأوروبي سيفكر في تخفيف العقوبات بدلا من رفعها.
وأوضحت أن الأولويات المحتملة لتخفيف العقوبات تشمل «العقوبات التي تعوق بناء الدولة، والوصول إلى الخدمات المصرفية وكل هذه الأشياء».
وأضافت: «إذا رأينا أن التطورات تسير في الاتجاه الصحيح فنحن مستعدون لاتخاذ الخطوات التالية»، مضيفة أنه يجب أن يكون هناك «خيار بديل».
هذا، وهدفت «اجتماعات الرياض» التي جاءت بعد اجتماع استضافته مدينة (العقبة) الأردنية في منتصف ديسمبر الماضي، إلى تقديم العون لسورية في هذه المرحلة من خلال دعم العملية السياسية لمرحلة انتقالية سورية - سورية جامعة لكل الأطياف التي تمثل القوى السياسية والاجتماعية في البلاد وكذلك التضامن مع الدولة في الحفاظ على وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها ومواطنيها.
وتواجه سورية ما بعد الأسد، العديد من التحديات والملفات منها رفع العقوبات الغربية وحل الفصائل المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة، بالإضافة إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني وإعداد دستور جديد للبلاد والتحضير لإجراء الانتخابات.