الجمع والقصر
ما حكم القصر والجمع لمن أقام ثلاثة أشهر في دولة أخرى؟
٭ ما دمت لم تستوطن هذا البلد، وإنما ذهبت لفترة معينة، حتى ولو كانت ثلاثة أشهر، فالأصل انه طالما الشخص نازلا في المكان ثابتا فيه أنه يقصر ولا يجمع، فيصلي الرباعية اثنتين كالظهر والعصر في الوقت، فإن احتاج الى الجمع جاز له الجمع كوجود مشقة او الخوف من عدم وجود مكان للوضوء او مسجد، لكن الجمع ليس هو الأصل، فالأصل هو القصر فقط، فالقصر منوط بالسفر، والجمع منوط بالمشقة، فإذا وجدت مشقة وجد الجمع، كما لو كنت داخل الكويت وحصل مطر جاز الجمع، وإذا لم توجد مشقة لم يوجد، فالجمع ارتباطه بالمشقة وليس السفر.
التسبيح بالخاتم
ما حكم استخدام خاتم التسبيح لمعرفة العدد؟
٭ يجوز، لكنه ليس مستحبا وليس محرما، والعد بالأصابع أفضل، فقد جاء في الحديث الحث على التسبيح بالأصابع، وعن يسيرة رضي الله عنها قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا نساء المؤمنين عليكن بالتسبيح والتهليل، والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات مستنطقات» الترمذي 3583، وقال: هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث هانئ بن عثمان، وقد روى محمد بن ربيعة عن هانئ بن عثمان، وقال ابن حجر: هذا حديث حسن، وحسنه الألباني، فهذه الأعضاء تشهد للإنسان، قال تعالى: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون - النور: 24)، فالإنسان لا يحرم نفسه هذا الفضل العظيم، لكن بعض الناس لا يستطيع العد بالأصابع نتيجة الخطأ أو النسيان، وقد ثبت عن بعض أمهات المؤمنين أنهن كن يعددن التسبيح بالحصى، أما النهي الوارد في حديث أبي موسى وابن مسعود لما وجدوا جماعة يقولون: كبروا مائة فيأخذون مائة حصاة فيكبرون بها، وكذا في التسبيح، فهذا النهي الوارد لابن مسعود بقوله: عدوا سيئاتكم فإنما هو عن هذه الطريقة المبتدعة، والذكر الجماعي بهذه الطريقة لا عن ضبط التكبير والتسبيح بالعدد، فهذا لا بأس به.
القتل الخطأ
ما الذي يترتب على وفاة قاتل مات بعد أن قتل آخر خطأ في حادث سيارة؟
٭ من قتل خطأ يترتب عليه أمران، الأول: الدية لأهل القتيل، الثاني: الكفارة، وهي كما ورد في قوله تعالى: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما - النساء: 92)، فالكفارة عتق رقبة، ولا وجود له اليوم، فيتم الانتقال لصوم شهرين متتابعين، لا يقطع أو يفصل فيهما أبدا، ولا يوجد إطعام في كفارة قتل الخطأ، فالإطعام ورد في كفارة الظهار والجماع في نهار رمضان، فإذا عجز عن الصيام سقطت عنه الكفارة، ويتضح من السؤال ان القاتل لم يكفر، فيستحب لأوليائه الصوم عنه شهرين متتابعين استحبابا لا وجوبا، وذكر بعض أهل العلم انه يجوز التناوب في كفارة الصيام، كما لو وجد أربعة اخوة، فيجوز لكل منهم صوم أسبوع بالتناوب حتى إنهاء الكفارة، وهذا ليس بواجب، فعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه» البخاري (1952)، ومسلم (1147). وليس المراد بأوليائه أشقاؤه فقط، فيجوز لأصحابه الصيام عنه، ولو تناوبوا بحيث كل واحد يصوم يوما حتى تنتهي جاز ذلك بشرط تحقق التتابع.