لم تمض ساعات على اعلان اتفاق وقف اطلاق النار في غزة بين اسرائيل وحماس حتى زعم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان الحركة تراجعت عن بنود الاتفاق، الأمر الذي نفته الحركة جملة وتفصيلا، فيما لم توقف اسرائيل حربها على القطاع حيث أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وأكد القيادي في حماس سامي أبو زهري تمسك الحركة باتفاق وقف إطلاق النار، وقال لوكالة فرانس برس «لا أساس لمزاعم نتنياهو عن تراجع الحركة» عن بنود في اتفاق وقف إطلاق النار، مطالبا الإدارة الأميركية بـ «إلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق».
وأضاف «إدارة (الرئيس الأميركي المنتخب دونالد) ترامب ملتزمة بإلزام الاحتلال باحترام الاتفاق»، مشددا على أنه «لا مجال للسجال أو تهرب نتنياهو من تنفيذ» اتفاق وقف النار.
واعتبر أبو زهري أن «الاحتلال يختلق حالة توتر في وقت حرج للتغطية على مجازره».
جاء ذلك بعد ان قال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه ان «حماس تراجعت عن جزء من الاتفاق، في محاولة للابتزاز لتقديم تنازلات في اللحظات الأخيرة»، مشيرا إلى أنه «لن يتم عقد اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي حتى يؤكد الوسطاء أن حماس وافقت على جميع عناصر الاتفاق».
ووسط تفاؤل حذر بتنفيذ الاتفاق لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، تواصلت ردود الافعال العربية والدولية المرحبة بالاتفاق الذي اعلنه الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف النار في غزة، حيث أعرب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر عن أمله في أن يسهم في إنهاء العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال أمير قطر في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»: «نأمل أن يسهم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في إنهاء العدوان والتدمير والقتل في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبدء مرحلة جديدة لا يتم فيها تهميش هذه القضية العادلة، والعمل الجاد على حلها حلا عادلا وفق قرارات الشرعية الدولية. الدور الديبلوماسي لدولة قطر في الوصول لهذا الاتفاق هو واجبنا الإنساني قبل السياسي، ونشكر جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية على جهودهما المقدرة».
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بالاتفاق وثمنت الجهود التي بذلتها قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية في هذا الشأن.
وشددت المملكة، وفق وكالة الانباء السعودية «واس»، على ضرورة الالتزام بالاتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية وعودة النازحين إلى مناطقهم، كما أكدت أهمية البناء على هذا الاتفاق لمعالجة أساس الصراع من خلال تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه، وفي مقدمتها قيام دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية.
من جهته، رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي بالخطوة وأعرب عن أمله في أن يسهم هذا الاتفاق في استعادة الأمن والسلام في قطاع غزة ووصول المساعدات الإنسانية إلى سكانها، وعودة النازحين إلى ديارهم، بعد 15 شهرا من الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع، وأدت إلى قتل عشرات الآلاف من المدنيين وتدمير البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ودور العبادة، وتدهور الأوضاع الإنسانية على نحو غير مسبوق.
وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على وجوب «احترام» الاتفاق وضرورة «التوصل إلى حل سياسي».
وجاء في منشور لماكرون على منصة إكس «بعد خمسة عشر شهرا من المعاناة غير المبررة ارتياح هائل لسكان غزة وأمل للرهائن وعائلاتهم»، معربا عن تضامنه مع الفرنسيين-الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، وشدد ماكرون على أن «الاتفاق يجب أن يحترم. ويجب الإفراج عن الرهائن وإغاثة سكان غزة. يجب التوصل إلى حل سياسي».
كما رحب الأردن بالاتفاق وشدد على ضرورة الالتزام الكامل به وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في بيان صحافي ضرورة إطلاق تحرك دولي فوري لإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لمواجهة الكارثة الإنسانية التي سببها عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة وعلى ضرورة إطلاق جهد حقيقي لإعادة إعمار غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
من جهته، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال تصريحات صحافية بالوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية، على جهودهم المتفانية للتوصل إلى هذا الاتفاق، معتبرا أن التزامهم الثابت تجاه إيجاد حل ديبلوماسي كان مهما في تحقيق هذا الإنجاز.
وذكر غوتيريش بأنه دعا، منذ اندلاع الحرب، إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج فورا وبدون شروط عن جميع الرهائن.
وأمل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «أن يكون هذا الاتفاق مفيدا لمنطقتنا وللبشرية جمعاء، خصوصا لإخوتنا الفلسطينيين، وأن يفتح الطريق أمام سلام واستقرار دائمين».
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاتفاق بأنه «النبأ الذي طال انتظاره والذي يترقبه الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني». وحض على اتخاذ خطوات من أجل «مستقبل أفضل ومستدام... يستند إلى حل الدولتين».
وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن «ارتياح عميق حيال الإعلان عن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة» مشددا على أهمية «صموده».
ودعا مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليب لازاريني إلى إدخال المساعدات «بسرعة وبدون عراقيل وبلا انقطاع» إلى غزة.
واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في تعليق على الاتفاق أن «السلام هو خير دواء» لكنه شدد على أن «الاحتياجات الصحية في غزة ما زالت هائلة».
وفي اليوم التالي لإعلان الاتفاق على وقف النار في القطاع، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 73 فلسطينيا بينهم 20 طفلا، في غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، على الرغم إعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس «منذ لحظة الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 73 شهيدا» بينهم «20 طفلا و25 امرأة»، مشيرا كذلك إلى وقوع «أكثر من 230 إصابة».