تترقب غزة والعالم، وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة أكثر من 15 شهرا على القطاع المحاصر، وذلك مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار، حيز التنفيذ صباح اليوم، بما يوقف عجلة الإبادة الجماعية التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، فيما ارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على القطاع قبيل بدء سريان الهدنة.
وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بحسابه على منصة «اكس» أمس: «بناء على التوافق بين أطراف الاتفاق والوسطاء، سيبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تمام الثامنة والنصف من صباح اليوم الأحد 19 الجاري بالتوقيت المحلي في غزة».
وأضاف الأنصاري متوجها إلى سكان قطاع غزة «نوصي الأشقاء بأخذ الحيطة وممارسة أقصى درجات الحذر وانتظار التوجيهات من المصادر الرسمية».
وأقرت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو فجر أمس اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، رغم معارضة وزراء اليمين المتطرف.
جاء ذلك بعدما وافق مجلس الوزراء الأمني المصغر «الكابينت» الاتفاق، وقال مكتب نتنياهو في بيان: «بعد مراجعة كل الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية، وإدراك أن الاتفاق المقترح يدعم تحقيق أهداف الحرب، أوصت الحكومة الأمنية مجلس الوزراء بالموافقة عليه».
من جهتها، اعتبرت «حماس» في بيان «فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية، وأنه لم يفلح إلا في ارتكاب جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية».
وأعلنت وزارة الداخلية التابعة للحركة في القطاع أن أجهزتها الأمنية ستبدأ الانتشار في محافظات غزة فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقالت الوزارة في بيان أمس إن «أجهزة وزارة الداخلية ستبدأ الانتشار في محافظات قطاع غزة كافة والقيام بالواجب المقدس في خدمة أبناء شعبنا فور دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ».
ودعت سكان القطاع إلى المحافظة على «الممتلكات العامة والخاصة والابتعاد عن أي تصرفات قد تشكل خطرا على حياتهم والتعاون مع ضباط وعناصر الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية حرصا على أمنهم وسلامتهم».
كما حثت الوزارة أهالي غزة على الالتزام بكافة التوجيهات والتعليمات التي ستصدر عن الجهات المختصة في أجهزة الوزارة خلال الأيام المقبلة.
من جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أول تصريح له بعد إعلان الاتفاق أن السلطة الفلسطينية مستعدة «لتولي مسؤوليتها كاملة» في قطاع غزة.
وينص الاتفاق في مرحلته الأولى التي تمتد لـ 6 أسابيع، على إفراج «حماس» عن 33 رهينة محتجزين في غزة، وفي المقابل تطلق إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، بحسب ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية أمس.
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم زكريا الزبيدي القيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة «فتح».
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عمليات الإفراج الأولى عن الرهائن ستتم اليوم.
وحددت أسماء 95 معتقلا فلسطينيا سيفرج عنهم اليوم، غالبيتهم من النساء والقاصرين، ومعظمهم اعتقلوا بعد هجوم 7 أكتوبر2023. وأشارت سلطات الاحتلال إلى أنها اتخذت إجراءات «لمنع أي مظاهر للاحتفال علنا» عند إطلاق سراح المعتقلين.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن نقاطا أقيمت عند معابر: كرم أبوسالم و«إيريز» و«رعيم»، حيث سيعاين أطباء واختصاصيون نفسيون الرهينات المفرج عنهن قبل «نقلهن بمروحية أو بسيارة» إلى مستشفيات في إسرائيل.
وأفاد مصدران قريبان من «حماس» وكالة فرانس برس بأنه سيتم، اليوم، الإفراج عن 3 إسرائيليات.
وفي ختام محادثات فنية جرت في القاهرة أمس الأول، اتفق ممثلون عن مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل على تشكيل غرفة عمليات مشتركة في العاصمة المصرية «لضمان التنسيق الفعال ومتابعة الالتزام ببنود الاتفاق»، وفق قناة «القاهرة الإخبارية».
في الغضون، دعا الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة تنفيذ اتفاق إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة بالكامل بما يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء جميع الأعمال العدائية تماما.
ورحب الاتحاد في بيان أمس باتفاق إيقاف إطلاق النار، داعيا أيضا إلى ضمان عودة النازحين من غزة إلى منازلهم بأمان وبصورة تحفظ كرامتهم والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون عوائق وتوزيعها على المحتاجين بفعالية.
وأكد الاتحاد التزامه بتحقيق سلام عادل وشامل ودائم على أساس حل الدولتين، مشددا على أن ذلك من شأنه أن يسهم في دعم السلطة الفلسطينية ومساعدتها على تلبية احتياجاتها الأكثر إلحاحا ودعم أجندة الإصلاح والتواصل مع الاحتلال الإسرائيلي والشركاء الدوليين لإحياء العملية السياسية.
وحتى قبل بدء تنفيذ الهدنة، بدأ فلسطينيون شردتهم الحرب يستعدون للعودة إلى مناطقهم التي هجروا منها.
ميدانيا، وقبل ساعات من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ورغم التوافق على هدوء ميداني، كثف الجيش الإسرائيلي من غاراته على أحياء ومناطق عدة من شمالي القطاع.
وأفاد مراسل قناة «العربية/ الحدث» الفضائية، أن غارة عنيفة طالت حي التفاح وشارع يافا شرقي مدينة غزة. كما شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على جباليا والنصيرات شمالا ودير البلح وسط القطاع. كذلك استهدف قصف مدفعي إسرائيلي مناطق في رفح جنوب القطاع.
وأطلقت زوارق حربية إسرائيلية نيرانها باتجاه ساحل مدينة غزة وسط القطاع، وشماله أيضا.
إلى ذلك، قالت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» بغزة ان عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع ارتفع إلى أكثر من 46899 فلسطينيا.
وأكدت الوزارة في بيان أمس أن عدد الجرحى الإجمالي بلغ 110642 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وفي عملية نوعية قالت الشرطة الإسرائيلية إن عدة أشخاص أصيبوا في إطلاق نار في تل أبيب امس.
وأكدت الشرطة في بيان «هناك إصابات في مكان الحادث، وفي هذه المرحلة، قوات كبيرة من الشرطة توجهت إلى الموقع»، مضيفة أن إطلاق النار وقع في شارع ليفونتين في تل أبيب.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه «من الواضح أن هذه عملية على خلفية فدائية وأصيب 3 مستوطنين أحدهم بجراح خطيرة» توفي احدهم لاحقا. وقد قتل منفذ العملية شهيدا برصاص أحد المستوطنين بالمكان.