- غوتيريش: «أونروا» حجر الأساس في تقديم الاستجابة الإنسانية لسكان غزة
- الأمم المتحدة: 92% من المنازل في القطاع دُمرت أو تضررت خلال 15 شهراً من الحرب
- منظمة الصحة العالمية: إعادة المنظومة الصحية بالقطاع «مهمة معقّدة وصعبة»
- «صنداي تايمز»: أكثر من 58 مليون طن من الأنقاض وإعادة الإعمار قد تكلف 80 مليار دولار
أظهرت الهدنة في غزة تماسكا في يومها الثاني، بعد إفراج إسرائيل عن 90 معتقلا فلسطينيا من سجونها إثر إطلاق حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» عن ثلاث رهينات إسرائيليات كن محتجزات بالقطاع في اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب المدمرة.
وتواصل تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، وقالت قناتا «العربية» و«سكاي نيوز عربية» الفضائيتان إن نحو 200 شاحنة مساعدات دخلت إلى غزة حتى عصر أمس، منها 9 شاحنات تحمل الوقود والغاز.
وأضافتا أن هذه الدفعة تأتي ضمن 500 شاحنة جرى تجهيزها لدخول القطاع على مدار اليوم الثاني للهدنة عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة.
وبدت مدن ومخيمات القطاع «أكوام ركام»، وأغلقت معظم الشوارع بحجارة المباني المدمرة مع حفر كبيرة تتوسط العديد من الطرقات، فيما واصل آلاف العائلات التوجه من مخيمات النزوح في مدينة غزة باتجاه منازلها أو ما تبقى من أنقاضها في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالي القطاع.
وقال أحد سكان غزة قال لشبكة «سي.ان.ان» الاخبارية الاميركية إن لحظة عودته إلى بيته كانت «حلوة ومرة»، فيما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إن نحوا 92% من المنازل في غزة دمرت أو تضررت خلال 15 شهرا من الحرب.
وتأثرت نحو 436000 وحدة سكنية، في حين أن أكثر من 1.8 مليون شخص في حاجة ماسة إلى مأوى طارئ ومستلزمات إسكان أساسية.
ونقل تقرير لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أن الحرب خلفت أكثر من 58 مليون طن من الأنقاض تهدد بانتشار الأوبئة، حيث تقدر تكلفة إزالتها بنحو 970 مليون دولار، فيما كلفة إعادة إعمار القطاع قد تتطلب نحو 80 مليار دولار.
في غضون ذلك، أكدت حركة «حماس» ان غزة «ستنهض» من جديد لإعادة بناء القطاع رغم الدمار الواسع الذي خلفته الحرب الاسرائيلية التي استمرت لأكثر من 15 شهرا.
وقالت الحركة، في بيان صحافي، إن «غزة بشعبها العظيم وإرادتها الصلبة ستنهض من جديد، لتعيد بناء ما دمره الاحتلال، وتواصل درب الصمود، حتى دحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
من جهتها، أعلنت قطر أنها باشرت جسرا بريا لتوفير 1.25 مليون ليتر من الوقود يوميا للقطاع خلال الأيام العشرة الأولى من الهدنة.
وقالت الخارجية القطرية في بيان «تنفيذا لتوجيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، دشنت دولة قطر جسرا بريا لإمداد قطاع غزة بـ 12.5 مليون ليتر من الوقود خلال الأيام العشرة الأولى لسريان اتفاق وقف إطلاق النار، بواقع 1.25 مليون ليتر يوميا».
وأكدت الوزارة أنه «وصلت إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم أمس 25 شاحنة محملة بالوقود، ممولة من دولة قطر».
في الغضون، قال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش انه يجب السماح بإدخال كل المساعدات الطبية بحرية تامة إلى غزة من أجل إنقاذ المرضى والجرحى.
وأكد غوتيريش، في كلمة له امام جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس، ان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حجر الأساس في تقديم الاستجابة الإنسانية لسكان غزة.
في هذه الأثناء، قال منسق الإغاثة في الأمم المتحدة توم فليتشر إن 630 شاحنة دخلت غزة منذ بدء وقف إطلاق النار قبل ظهر أمس الأول، 300 منها توجهت إلى شمال القطاع.
ولفت فليتشر إلى أن الاحتياجات الإنسانية في القطاع هائلة، بعد 15 شهرا من الحرب المستمرة.
وأكدت الأمم المتحدة أن زيادة المساعدات ستكون «بداية فقط» في معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة، وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» إن لديها 4000 شاحنة مساعدات جاهزة لدخول القطاع.
بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عن البدء في نشر الآلاف من عناصر الشرطة وفق خطة لحفظ الأمن والنظام في القطاع.
وأكد المكتب في بيان أمس ان الوزارات والمؤسسات الحكومية بغزة في «جاهزية كاملة لبدء العمل».
مهمة معقدة وصعبة
وفي اليوم الثاني من الهدنة، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن «عدد الشهداء الذين تبخرت أجسادهم ولم نجد لهم أثرا بسبب القصف الإسرائيلي بلغ 2842 شهيدا».
وأكد بصل في مؤتمر صحافي عقده وسط مدينة غزة أمس، أن طواقم الدفاع المدني في أرجاء القطاع تواصل انتشال الجثث المتحللة لعشرات الشهداء، سواء الموجودة تحت الأنقاض أو التي تركت بالشوارع، ولم يمكن الوصول إليها بسبب القصف الإسرائيلي وحجم الدمار وقلة الإمكانيات، خاصة في غياب الآليات الثقيلة.
وأضاف «انتشلت طواقمنا في جميع محافظات القطاع جثث أكثر من 38 ألف شهيد، وأكثر من 97 ألف مصاب من الأماكن والمنازل والمباني التي استهدفتها إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023».
وطالب بالسماح بإدخال طواقم دفاع مدني عربية وأجنبية إلى القطاع المحاصر «للمساعدة في البحث عن جثث أكثر من 10 آلاف شهيد لاتزال أجسادهم تحت الأنقاض حتى الآن».
وفي الغضون، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس، من أن إعادة بناء النظام الصحي في غزة ستكون «مهمة معقدة وصعبة».
وكتب تيدروس على منصة «إكس» مساء أمس الأول: «ستكون تلبية الاحتياجات الصحية الهائلة وإعادة بناء النظام الصحي في غزة مهمة معقدة وصعبة، نظرا إلى حجم الدمار والتعقيدات التشغيلية والقيود الموجودة».
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية «تدعو جميع الأطراف إلى احترام التزامها التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار ومواصلة العمل من أجل تحقيق سلام دائم».
وقدرت المنظمة مؤخرا أن ثمة حاجة إلى أكثر من 10 مليارات دولار لإعادة بناء النظام الصحي في القطاع الفلسطيني الذي تعرض لقصف إسرائيلي لا هوادة فيه منذ 7 أكتوبر 2023.
وذكرت أن نصف مستشفيات غزة، البالغ عددها 36 مستشفى، فقط مازال يعمل جزئيا، مضيفة أن 38% فقط من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل في القطاع.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها ستنفذ مع شركائها خطة مدتها 60 يوما تركز على علاج الصدمات والرعاية الطارئة والخدمات الصحية الأولية وصحة الأطفال والأمراض غير المعدية وإعادة التأهيل والصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي. ومن المقرر أيضا إرسال مستشفيات ميدانية في الأسابيع المقبلة.
استعراض قوة
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن «ظهور مسلحي حماس في غزة رسالة للداخل الفلسطيني».
وأضاف أدرعي في تصريح لقناة «سكاي نيوز عربية» أمس: «لا نعلم رتب من ظهروا بملابس عسكرية من حماس في شوارع غزة».
وكانت لقطات متداولة قد أظهرت عددا من مسلحي «حماس» وهم يحتفلون في شوارع غزة مع بدء سريان الهدنة أمس الأول.
وتابع ادرعي: «حماس ضعيفة اليوم حتى لو استعرضت عضلاتها بعدما تعرضت لضربات كبيرة».
انفجار بالضفة المحتلة
توازيا، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قوله أمس «علينا أن نكون مستعدين لعمليات كبيرة في الضفة الغربية خلال الأيام القادمة».
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أمس مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين في انفجار عبوة ناسفة بمركبتهم في بلدة طمون شمال الضفة المحتلة.
وقال ان التحقيق الأولي الذي أجراه أوضح أن الجنود كانوا داخل مركبة مدرعة في دورية ببلدة طمون عندما تم تفجير عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق في مركبتهم.
من جهة اخرى، قالت مصادر محلية فلسطينية لقناة «الجزيرة» الفضائية ان الحكومة الإسرائيلية أصدرت إخطارات بوقف البناء وهدم منشآت ومبان بسلوان والعيسوية وتجمع بير المسكوب شرقي مدينة القدس.