حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من وجود خطر بأن تسعى إسرائيل إلى ضم الضفة الغربية المحتلة.
وشدد غوتيريش خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا أمس، على أن مساعي اسرائيل لضم الضفة يعد انتهاكا كاملا للقانون الدولي.
كما حذرت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز من احتمال ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في الضفة على غرار قطاع غزة.
وكتبت ألبانيز في منشور عبر منصة «إكس» أمس: «مع دخول وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في غزة حيز التنفيذ، صعدت آلة القتل الإسرائيلية من هجماتها في الضفة الغربية».
وأضافت: «إذا لم يتم إجبار القوات الإسرائيلية على التوقف، فإن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين لن تقتصر على غزة.. تذكروا كلامي».
وفي سياق متصل، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن التطورات في الضفة الغربية تهدد بزعزعة وقف إطلاق النار الهش في غزة، مشيرة إلى أنها لم تعد تتمكن من تقديم خدماتها بشكل كامل في مخيم جنين.
جاءت هذه التحذيرات الأممية، فيما تواصلت العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين بشمال الضفة المحتلة، لليوم الثاني على التوالي، حيث سمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات في المدينة التي تعد نقطة اشتعال.
وقال محافظ المدينة كمال أبو الرب في اتصال مع وكالة فرانس برس «الوضع صعب للغاية»، لافتا إلى اعتقال 20 شخصا من المدينة ومخيمها والقرى المجاورة.
وأضاف «قام جيش الاحتلال بتجريف جميع الطرق المؤدية إلى مخيم جنين ومستشفى جنين الحكومي، وهناك إطلاق نار مستمر وتفجيرات وطائرات إسرائيلية تحلق في سماء المدينة والمخيم».
وأجبر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في أحياء داخل مخيم جنين على النزوح من منازلهم إلى واد برقين.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن رئيس بلدية جنين محمد جرار قوله أمس إن «قوات الاحتلال أجبرت الأهالي على النزوح من أحياء في شارع مهيوب وجبل أبو ظهير ومناطق أخرى، بعد نادوهم عبر مكبرات الصوت بضرورة الإخلاء».
وأضاف أن «الاحتلال فتح ممرا واحدا لإجبار الأهالي على سلوكه وهو باتجاه دوار العودة في المخيم، ومن ثم إلى واد برقين».
وقال جرار إن «البلدية تواصلت مع بلديات برقين وكفر دان وعرابة لإرسال مركبات لنقل العائلات التي تم إخلاؤها، وتأمينها في هذه البلدات».
وأظهر مقطع فيديو منشر على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لنزوح عدد من الفلسطينيين من جنين.
وقامت آليات جيش الاحتلال بتجريف شارع ومدخل مستشفى جنين الحكومي، وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية، كما جرفت محيط مستشفى ابن سينا، وتعمدت تدمير شوارع في المدينة وفي محيط المخيم، فيما اعتلى القناصة أسطح المنازل، والبنايات السكنية المطلة على المخيم.
وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية إن عدد الحواجز العسكرية والبوابات الإسرائيلية في الضفة المحتلة ارتفع إلى 898.
وأضافت الهيئة في بيان أمس أن أكثر من 173 بوابة حديدية وضعت بعد 7 أكتوبر 2023 منها 17 منذ بداية العام الحالي.
وانقطع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء مدينة جنين ومخيمها، جراء استمرار العملية الإسرائيلية، بحسب وكالة «وفا».
وتجددت الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين.
وقالت كتيبة جنين في سرايا القدس إنها تصدت لقوات الاحتلال في محاور القتال المختلفة بالمدينة، وإنهم امطروا قوات العدو والآليات العسكرية بزخات من الرصاص المباشر والعبوات الناسفة وفق متطلبات وظروف الميدان.
وقد أسفرت عملية «السور الحديدي» التي اطلقتها اسرائيل أمس الأول، عن مقتل 10 أشخاص على الاقل وإصابة اكثر من 40 آخرين وفق ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.
وزعم الجيش الاسرائيلي في بيان أمس أنه «تم تنفيذ غارات جوية على مواقع بنية تحتية للإرهاب، وتم تفكيك العديد من المتفجرات التي زرعها الإرهابيون على الطرق»، مؤكدا أن قواته «تواصل العملية».
وتعهد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، بمواصلة العملية العسكرية في الضفة، وقال في بيان أمس، إنها عملية حاسمة تهدف إلى القضاء على الإرهابيين في المخيم.
هدنة غزة
على صعيد جهود تثبيت الهدنة في غزة، أكدت مصر وقطر مواصلة التنسيق والعمل بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل المحافظة على مكتسبات اتفاق إيقاف إطلاق النار في القطاع الذي بدأ سريانه اعتبارا من 19 يناير الجاري.
وقال مجلس الوزراء المصري في بيان إن ذلك جاء خلال لقاء عقده رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على هامش أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في (دافوس) بسويسرا.
وأضاف البيان أن الجانبين شددا على ضرورة تنفيذ مراحل اتفاق إيقاف إطلاق النار المختلفة لتحقيق التهدئة والبدء بجهود إعادة الإعمار ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع.
من جهة اخرى، نقلت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب تأكيدهم بداية العمل بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في ظل صعوبات ومفاوضات معقدة.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين للصحيفة «ما تركه لنا بايدن هو نهاية البداية، وليس بداية النهاية».
من جانبه، نقل موقع «واللا» الإسرائيلي عن مسؤولين قولهم إن الرئيس ترامب سيبدأ خلال أيام محادثات مع الأطراف في المنطقة بشأن المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار.
وذكر الموقع الاخباري أن إسرائيل ستطالب خلال المفاوضات بعدم بقاء حركة «حماس» في السلطة بغزة وألا تحكم القطاع مرة أخرى.