(قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا الى قوم مجرمين) من هؤلاء المجرمون؟ ولماذا مجرمون؟ نعم، هم قوم لوط، لأنهم يمارسون الشذوذ الجنسي، ويريدوننا أن نقبله وأن نوقع على اتفاقيات دولية، الحمد لله الكويت مازالت - رب لك الحمد - صامدة أمام القبول بوجودهم، والله عز وجل سماهم قوما مجرمين أي غاية بالاجرام، فهم زادوا على كفرهم هذه الجريمة الشنيعة التي لم يسبقهم اليها أحد من العالمين - نسأل الله العافية.
يرتكبون قبائح الذنوب
قالوا: إن الله عز وجل أرسلنا إلى هؤلاء المجرمين بعذاب عظيم من الله تعالى قالوا (لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين) نهلكهم بحجارة من طين متحجر متصلب، هذه الحجارة معلمة عند ربك لهؤلاء المتجاوزين الحد في الفجور والعصيان.
الحق لا يضيع
(فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين) فأخرجنا من كان في قرية لوط من أهل الايمان حتى لا يصيبهم ما سيصيب المجرمين من العذاب. وأخبر الله تعالى لوطا بأن يخرج بأهله ولا يلتفت، وأخبره أن امرأته ستلتفت لأنها كانت لا تنكر فعلهم وهي لم تزاول الفاحشة ولكنها أيدتها، فالخطر عظيم إذا أيد الإنسان الفاحشة يصبح من أهلها.
(فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) فما وجدنا في تلك القرية غير بيت واحد من المسلمين وهو بيت لوط عليه السلام.
(وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم) وتركنا في قرية قوم لوط من آثار العذاب باقيا علامة على قدرة الله تعالى وانتقامه من الكفرة وذلك ليعتبر به من يخاف العذاب الذي اصابهم فلا يعمل بعملهم لينجو منه.
فرعون آت بما يلام عليه
(وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين) وفي إرسالنا موسى الى فرعون وملئه بالآيات والمعجزات الظاهرة آية للذين يخافون العذاب الموجع الأليم. والدليل الذي جاء به موسى واضح بين لا يمكن ان يلتبس على أحد أن ما بين يديه هو معجزة إلهية وأنه قد جاء برسالة سماوية، ولكن فرعون تولى، نعم تولى بركنه واغتر بقوته فقال (وقال ساحر أو مجنون) اتهم نبي الله موسى الذي كان يجب ان يتلقى بكل تقدير واحترام وتبجيل الا انه لوقي بالتكذيب والاتهام بالسحر والجنون (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم) فغرقوا وهلكوا وفرعون آت ما يلام عليه من التكذيب وادعاء الألوهية. فأخذهم الله وأبادهم إبادة كاملة.
آيات وعبر
(وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) الله عز وجل عذب عادا التي لم يُخلق مثلها في البلاد، لا في أعمدتها ولا في حضارتها، ارسل الله عز وجل عليها ريحا عقيما يعني لا خير فيها لا تحمل اي خير بل مليئة بكل عذاب وشر، هذه الريح العقيم (ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم) ما تدع شيئا مرت عليه الا صيرته كالشيء البالي المتفتت. هذه الحضارة العظيمة التي وصفها الله عز وجل بأنها لم يخلق مثلها في البلاد أرسل الله عز وجل ريحا وهي جند من جنوده فمحت كل شيء أي كل ما تمر عليه تمحوه وتجعله كالرماد.
(ألقيت هذه المحاضرة في مسجد فاطمة الجسار بمنطقة الشهداء)