ليس اليتيم من انتهى أبواه من
هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له
أما تخلت أو أبا مشغولا
.. فإلى متى الانشغال عن الأبناء؟
نجد بعض الآباء يحرصون على توفير الحاجات المادية والمتطلبات الحياتية للأبناء ويوفرون لهم ما يحتاجون من المطاعم والمشارب والألبسة والتقنيات، ولكن يهمل جانب التوجيه والإرشاد والتربية والتقويم، مما يؤدي الى خروج نماذج مضطربة ومتناقضة في المجتمع تستجيب لكل جديد وتحاكي كل غريب ولا تحظى بالموجه ولا الناصح داخل الأسرة. نقول لهؤلاء الآباء والأمهات: ماذا عن الأخلاق والقيم والفضائل؟ والشاعر يقول:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء له قرينا
والقرآن الكريم قبل ذلك يوجه للاهتمام بالنواحي الإيمانية والأخلاقية للأبناء، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) (التحريم)، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته». قال تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)، وقال صلى الله عليه وسلم: «مروا الصبي الصلاة إذا بلغ سبع سنين، وإن بلغ عشر سنين فاضربوه عليها». وكان الصحابة الأخيار يعودون صغارهم على الصيام لغرس الإيمان والالتزام بالعبادات في نفوسهم منذ الصغر، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب الطفل الصغير على الطعام بقوله: «يا غلام سمِّ الله وكُل بيمينك وكُل مما يليك». وكان هذا التوجيه والتربية والتأهيل لهذا الطفل ليكون عنصرا صالحا في المجتمع، وهذه مهمة الوالدين في المنزل. ومن المهم الاهتمام بالأولاد والبنات وتفقد شؤونهم والتعرف على أحوالهم واهتماماتهم والاقتراب منهم وعدم الانشغال عنهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ولولدك عليك حقا»، لذا كان انشغال الآباء في الديوانيات والمجالس والسفرات والسهرات والأسواق سببا في ضياع الأبناء، وبالانشغال يفقد الابن الحنان والاهتمام ويجعل حاجاته ضائعة ومطالبه من دون استجابة، فالأولاد نعمة من نعم الله عز وجل وزينة الدنيا وقرة عين في الآخرة، وخصهم الله عز وجل بالوصية (يوصيكم الله في أولادكم)، فحافظوا أيها الآباء على أولادكم، فهم أمانة في أيدي الوالدين.