بيروت - خلدون قواص
أكد مفتي لبنان سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان «ان لبنان لا يحكم إلا بالتزام مضمون وثيقة اتفاق الطائف التي وضعت بإرادة لبنانية ودعم عربي ودولي». وقال في رسالته بذكرى الإسراء والمعراج: «لقد كنا نشكو من تأخير انتخاب رئيس للجمهورية، فلا نريد أن نشكو من جديد من تأخير تشكيل الحكومة، ولا ينبغي لأي فريق سياسي أن يعطل ويضع شروطا ومطالب تؤخر عملية التشكيل، بل عليه التسهيل والتعاون، والتمسك بالدستور الذي هو الحكم والفيصل لتصحيح مسار الحكم في لبنان، نريد أن نعود إلى منطق الدولة والمؤسسات الدستورية، وحكومة فاعلة وعاملة لخدمة الناس تنهض بالوطن والمواطن».
وأضاف: «على القوى السياسية أن تحسم خيارها وقرارها، وتخرج من عقلية المحاصصة، وأن نكون جميعا حصة لبنان، وعليها أيضا التعالي وتغليب المصلحة الوطنية، وتقديم التنازلات المتبادلة لا لهذا الفريق أو ذاك، إنما للبنان، لبناء الدولة ومؤسساتها الدستورية على أسس متينة، والتي هي بحاجة إلى جميع أبنائها».
وأكد أن «مهمات ومسؤوليات كبرى تنتظرنا، هي مسؤوليات العمل مع فخامة الرئيس على إنفاذ مشروعه الإصلاحي الكبير».
وتابع: «هل انتهت الآلام؟ ما انتهت بالطبع، لكنها بدايات جديدة واعدة وواعدة جدا. ففخامة الرئيس عرفناه قائدا لجيشنا الوطني فحفظ وطور. وفي خطاب القسم وضع برنامجا للتغيير يتصدى فيه لمعالجة كل المشكلات التي تراكمت لسنوات وسنوات كانت عجافا وشكلت تهديدا لوطننا ومصائره. ومع الرئيس الجديد عاد العرب والعالم إلى لبنان مع تباشير الغد المشرق إن شاء الله للبنان وسورية وفلسطين.
كل الوقت كانوا يحدثوننا عن فشل نظامنا وفشل دولتنا. إن ما حصل بالأمس يبعث فينا روح لبنان الذي يأبى الاستكانة والخضوع والإخضاع، نع، إنها كانت حروب الآخرين على أرض لبنان. ونحن موقنون أنه في كل مرة يتحرر فيها اللبنانيون من الضغوط فإنهم يقبلون على بعضهم، قدرنا العيش المشترك والوحدة الوطنية في وطن الحرية والإبداع، علينا الالتفاف حول الدولة والدستور ووثيقة الوفاق الوطني، للحفاظ على الاستقلال والسيادة، لتكون لنا حياة وتكون حياة أفضل».
وختم: «ان عدم انسحاب العدو الصهيوني من الجنوب اللبناني هو خرق فاضح للقرار الدولي 1701، ويعرض لبنان إلى خطر عدواني جديد عليه في انتهاك سيادته واستباحة أراضيه، مما يتطلب من المجتمع الدولي الضغط على الكيان الصهيوني لتنفيذ القرار الدولي الذي يحفظ حق لبنان في أرضه. وما نشهده من عدوان صهيوني على الأهالي العائدين إلى قراهم في الجنوب هو جريمة، ويشكل تداعيات خطيرة تستوجب المعالجة الدولية الفورية لوضع حد لهذا العمل المشين بحق كل اللبنانيين». وننوه بجهود الجيش اللبناني وقيادته بالانتشار على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لعودة الأمن والسلام والطمأنينة إلى جنوب لبنان بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة الموكلة بهذا الأمر.