جددت قطر أمس، دعمها لحل الدولتين بعدما كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوته لنقل فلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، فيما اعتبرت فرنسا ان اي تهجير قسري لفلسطينيي القطاع «غير مقبول».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية د.ماجد الأنصاري في مؤتمر صحافي حين سئل عن تصريحات ترامب «موقفنا واضح دائما بشأن ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه، وأن حل الدولتين هو الطريق الوحيد للمضي قدما».
وأضاف الأنصاري أن قطر تواصل تهيئة الأجواء لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقال، إن قطر لا تعتقد أنه كان هناك خرق حقيقي للاتفاق يؤدي إلى التصعيد أو فشل الهدنة في غزة.
وتابع أن الدوحة مهتمة بمراقبة التنفيذ الفني للاتفاق بشأن غزة في الميدان.
وأشار المتحدث باسم الخارجية القطرية إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسيرة اربيل يهود التي طالبت إسرائيل بالإفراج عنها قبل يوم الجمعة.
وفي الشأن الإنساني، أكد الأنصاري ضرورة العمل بشكل جاد لإدخال أكبر كم من المساعدات إلى غزة. وقال المتحدث القطري إن التحديات اللوجستية كبيرة أمام دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
هذا، وأفادت هيئة البث الاسرائيلية بانطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل وحركة حماس.
وفي السياق، قال القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري إن الوسطاء بدأوا عملية «جس النبض» للطرفين للبدء في المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وأكد أبو زهري أن مستقبل القطاع شأن فلسطيني بحت ولا خيار أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا المضي في هذا الاتفاق حتى النهاية، وأوضح القيادي في حركة حماس أن القطاع لا يعاني فراغا إداريا، بل يرحبون بتشكيل حكومة يتوافق عليها الفلسطينيون.
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن التهجير القسري لفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن وفق ما اقترحه دونالد ترامب سيكون «غير مقبول» ومن شأنه تقويض حل الدولتين.
وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية إن «أي تهجير قسري لسكان من غزة سيكون غير مقبول»، مشيرا إلى أن ذلك «ليس انتهاكا خطرا للقانون الدولي فحسب بل إنه أيضا تقويض كبير لحل الدولتين وعنصر مزعزع لاستقرار شريكينا المقربين مصر والأردن».
وفي وقت سابق أمس، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو عبر أثير «سود-راديو» أنه «لطالما أعربت الدولتان المجاورتان مصر والأردن عن رفض شديد» لتهجير سكان من غزة إلى أراضيهما.
وشدد بارو على ضرورة «حل الدولتين» لإحلال السلام في الشرق الأدنى، مشيرا إلى أن «تهجير الفلسطينيين، إن جاز القول، إلى البلدان المجاورة يبدو لي متعارضا مع هذا الحل».
إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 300 ألف نازح فلسطيني عادوا من وسط وجنوب قطاع غزة إلى شماله بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
وقال المكتب في بيان صحافي مقتضب «عاد أكثر من 300 ألف من محافظات الجنوب والوسطى إلى غزة والشمال عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين بعد 470 يوما على حرب الإبادة الجماعية»، التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي.
وأضاف البيان أن «الحدث غير المسبوق في تاريخ الصراع بعودة مئات الآلاف إلى مناطقهم في شمال قطاع غزة رغم أنف الاحتلال وحكومته هو تجسيد لقدرة شعبنا ومقاومته على تحرير أرضنا ومقدساتنا».
إلى ذلك، قالت جامعة الدول العربية أمس إن أسلحة الاحتلال الإسرائيلي النووية تعتبر «التهديد الأكبر» لأمن المنطقة وسلامة شعوبها لاسيما وسط المحاولات المستمرة لإفشال الجهود العربية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية بالجامعة السفير خالد المنزلاوي خلال انطلاق أعمال الاجتماع 61 للجنة كبار المسؤولين العرب المعنية بقضايا الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.
وقال المنزلاوي إن التحديات الحالية تضع مسؤولية على اللجنة لتنسيق السياسات العربية في مجال نزع السلاح وعدم الانتشار حتى تواكب التطورات الإقليمية والدولية في هذا المجال «وهو ما يتطلب بلورة موقف عربي واضح يراعي الشواغل العربية في هذا الإطار بما يحافظ على المكاسب العربية».
وأضاف أن اللجنة تعد الجهة الفنية الوحيدة في إطار الجامعة التي تتناول موضوعات أسلحة الدمار الشامل وعلى وجه الخصوص الأسلحة النووية، موضحا أنها أدت دورا مهما منذ إنشائها في منتصف تسعينيات القرن الماضي في المتابعة والتعامل مع النشاط النووي الإسرائيلي وبلورة مواقف عربية موحدة في المحافل الدولية.