واصلت الدول الغربية انفتاحها على الإدارة السورية الجديدة، واعلنت دول الاتحاد الأوروبي المزيد من الاجراءات منها استئناف التعاملات المصرفية، فيما امتد الانفتاح إلى روسيا التي ارسلت أول وفد رفيع المستوى إلى دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد الذي كانت أبرز داعميه وأدى تدخلها عسكريا عام 2015 لتأخير سقوطه لنحو عشرة أعوام.
وبعد يوم على اعلان الاتحاد الأوروبي وضع خارطة طريق لتخفيف العقوبات المفروضة على سورية، قال المتحدث باسم الاتحاد إنه يجري تقييم استئناف التبادل المصرفي والمالي مع سورية من أجل المساهمة في إنعاش الاقتصاد.
وأوضح المتحدث أن العمل جار لتحديد القطاعات التي سيتم رفع العقوبات عنها، متعهدا بـ «رفع مستوى الدعم الإنساني» المقدم إلى سورية، وأضاف ان اللجان المختصة تدرس سبل إنعاش اقتصاد سورية.
وقد اعتبرت وزارة الخارجية السورية في بيان أن «تعليق الاتحاد الأوروبي للعقوبات المفروضة على القطاعات الرئيسية في حكومة الجمهورية العربية السورية خطوة إيجابية نرحب بها ترحيبا حارا»، واعتبر أنها «تمهد الطريق للتعافي الاقتصادي وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية وتعزيز الاستقرار طويل الأمد في المنطقة».
لكن البيان إذ أكد «أن الشعب السوري يستحق قصة حقيقية لتحديد مستقبله بنفسه»، فإنه شدد على انه «لا يمكن تحقيق هذا الهدف بشكل كامل إلا برفع جميع العقوبات المتبقية»، وأكدت «التزامنا بمواصلة العمل مع شركائنا لضمان رفع كل العقوبات مما يمكن الشعب السوري من الازدهار واستعادة مكانته المستحقة في منطقة يسودها السلام والرخاء».
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اتفقوا أمس الأول على «خريطة طريق» لتخفيف العقوبات التي فرضت ابان حكم بشار الأسد. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس أن الوزراء وافقوا على تخفيف العقوبات بدءا من قطاعات رئيسية مثل الطاقة، فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن تخفيف العقوبات سيشمل «قطاع الطاقة والنقل والمؤسسات المالية».
في شأن سوري آخر، أجرى وفد رسمي روسي رفيع أول زيارة رسمية إلى سورية منذ الإطاحة بالأسد، وفق ما ذكرت وكالات أنباء روسية وسورية.
وأفادت وكالة «ريا نوفوستي» بأن الوفد يضم نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتييف، قائلة إنها «أول زيارة يقوم بها مسؤولون روس لدمشق» منذ فرار الأسد في ديسمبر.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوغدانوف قوله إن الزيارة تأتي في سياق تعزيز العلاقات التاريخية بين روسيا الاتحادية وسورية وفق قاعدة المصالح المشتركة.
وفي سياق متصل، استقبل قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى، في قصر الشعب بالعاصمة السورية دمشق، على رأس وفد فلسطيني رسمي.
ووفقا لوكالة «الأناضول»، أوضح مصطفى ان الزيارة تعكس موقف فلسطين الداعم لسورية قيادة وشعبا، وتسعى إلى تعزيز التعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي بين الطرفين، مع متابعة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الذين وصفهم بـ «الضيوف الكرام في وطنهم الثاني».