أمرت الولايات المتحدة ديبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة جمهورية الكونغو الديموقراطية بعد أن دخل مسلحون مدعومون من رواندا مدينة غوما الرئيسية في شرق البلاد، ما دفع متظاهرين غاضبين إلى مهاجمة سفارات غربية.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان إنها «أمرت بمغادرة موظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين وجميع أفراد عائلاتهم المؤهلين»، مشيرة إلى التظاهرات وانعدام الأمن بشكل عام.
جاء ذلك بعدما سيطر مقاتلو حركة «إم23» التي تدعمها رواندا على معظم مدينة غوما في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، حيث بدأ السكان الخروج ببطء من منازلهم بعد أيام من القتال في المنطقة الغنية بالمعادن.
وعاد الهدوء بعد معارك ضارية أسفرت عن سيطرة حركة «إم23» المسلحة وقوات رواندية على المطار ومواقع هامة في المدينة.
ومع تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الأزمة، رفض الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي حضور محادثات مع نظيره الرواندي بول كاغامي.
إلى ذلك، دعت جمهورية الكونغو الديموقراطية، العالم إلى وقف تقدم حركة «إم23» في شرق البلاد الغني بالمعادن والذي مزقته عقود من الصراع تعود جذوره جزئيا إلى الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
وأدى القتال العنيف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة المضطربة، وقد أجبر نصف مليون شخص على النزوح من منازلهم منذ بداية العام الحالي، وفقا للأمم المتحدة.
وأسفرت ثلاثة أيام من الاشتباكات في غوما عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة نحو ألف آخرين وباتت المستشفيات تكتظ بالمصابين، وفق حصيلة أعدتها وكالة «فرانس برس» استنادا إلى أرقام مستشفيات المدينة.
وقال أحد الأطباء لـ «فرانس برس» إن العديد من الجثث ما زالت منتشرة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة والمحصورة بين بحيرة كيفو والحدود الرواندية.
وبعد فرار العديد من الجنود الكونغوليين أو وقوعهم في الأسر، لم يشاهد في الشوارع سوى مقاتلون من حركة «إم23» والقوات الرواندية، وكان بعضهم يطلق النار في الهواء، بحسب مراسلي وكالة «فرانس برس».
وقال مصدر أمني إن مقاتلي حركة «إم23» اقتادوا عبر وسط المدينة صفا طويلا من مئات الجنود الكونغوليين وأفراد ميليشيات موالية لكينشاسا، بعد نزع سلاحهم ووضع عصابات بيضاء على رؤوسهم.