بيروت - عامر زين الدين
لايزال قسم من قرى العرقوب الجنوبية المتقدمة، محتلا من قبل الجيش الإسرائيلي، فيما البقية منها لا تفصل بينها وبين الاحتلال الاسرائيلي الا مسافة قصيرة، حيث تقع بشكل تام تحت نظره وعلى مرمى حجر منه.
بمعزل عن نقاط المراقبة الأساسية والرادارات الرابضة على تلال كفرشوبا وشبعا، والتي يرابط عليها الجيش الاسرائيلي منذ زمن، ثمة هواجس كبيرة تقلق أهالي القرى المختلطة مذهبيا مسيحيا وإسلاميا، لناحية الحظر الذي تفرضه عليها إسرائيل، والقيود النفسية التي لاتزال تعيق حركة الأهالي.
قرى منطقة العرقوب الجنوبية التي تكبدت الخسائر، نتيجة تصميم أهلها على التشبث بالأرض، وسقوط شهداء بينهم من الجيش اللبناني أيضا، تتطلع بفارغ الصبر إلى انتهاء المهلة المستحدثة للانسحاب الإسرائيلي النهائي 18 المقرر فبراير الجاري، لرؤية حضور الدولة بكامل أجهزتها، بعدما واكب أهالي هذه القرى دخول الجيش، وينتظرون إزالة بقية العوائق أمام العودة الكاملة للأهالي إلى قراهم وأرزاقهم ومنازلهم، التي أصابها الدمار ولحقت بها الاضرار على نحو متفاوت ولكنه كبير.
رئيس «هيئة أبناء العرقوب» د. محمد حمدان دعا عبر «الأنباء» الحكومة إلى الحضور الفاعل خدماتيا، «ومواكبة الجيش الذي استطاع فرض أمر واقع مختلف، حيث الحاجات ملحة على المستويين الخدماتي والحياتي العام. ومن اجل تثبيت الأهالي في قراهم، ويعمل الجيش قدر المستطاع على إزالة ما تبقى من متفجرات وعوائق خلفها الاحتلال».
وأضاف: «نطالب بحضور الدولة بشكل كامل. مؤسسات الدولة مثل وزارة الإشغال يجب ان تبدأ بإزالة الركام في البلدات المدمرة، لانه لا يوجد اليوم أي أثر للحياة من نواحي المياه والكهرباء. وهذا ينطبق على المؤسسات التي يجب ان تكون في حالة طوارئ قصوى. مؤسسة الكهرباء قامت ببعض الإصلاحات وأعمال الصيانة في بعض المناطق، لكن الأمر يحتاج لفاعلية أكبر. كذلك على مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة الإسراع في أعمال المسح للأضرار».
كما دعا حمدان إلى «خطة لإيواء الناس عبر استقدام بيوت جاهزة صالحة للشتاء، في الوقت الفاصل بين العودة وإعادة الاعمار. وتلك متطلبات لا تستطيع القيام بها سوى المؤسسات. والأمل أكبر الآن بتأليف حكومة جديدة تتولى القيام بخطة سريعة».
وأشار إلى نموذج إحصائي للأضرار مثل بلدة شبعا، حيث تم احصاء 1470 منزلا متضررا، فيما 60 منها تعرض للتدمير الكامل. وأيضا من ضمن ذلك 60 منزلا آيلا للسقوط، وهذا يتطلب لجنة هندسة. بينما لم يتم الانتهاء من إحصاء الأضرار في كفروشا، وكذلك بقية القرى مثل كفرحمام وحلتا والهبارية وإبل السقي والفرديس والماري.
وزار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د.سامي أبي المنى الجمعة قرى إبل السقي والماري والفرديس في العرقوب، للتضامن مع أبنائها بعد الاحتلال الإسرائيلي والتعزية بالشهداء. ولدعم حضور مؤسسات الدولة لمساعدة المواطنين على التمسك بأرضهم.
وركز ابي المنى في كلماته في محطات الاستقبال على «دعوة المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بالمهلة الزمنية الجديدة المحددة لاتفاق وقف إطلاق النار، والوقوف إلى جانب الجيش، وضرورة دعمه، لتنفيذ المهام العسكرية والأمنية الموكلة إليه، لفرض سيادة الدولة على كل شبر من الأراضي اللبنانية جنوب الليطاني».
ودعا «جميع القوى إلى الالتفاف حول القيادة العسكرية، والانخراط بالدولة باعتبارها الملاذ الوحيد لجميع المواطنين، وتقوية الجيش، وتعزيز إمكاناته وقدراته». وقال: «تبقى الأولوية اليوم للتضامن الوطني الداخلي، والتفاهم من أجل تجاوز العقبات التي تواجه إخراج الحكومة الجديدة إلى النور، والتي نعلق عليها وعلى العهد آمالا كبيرة، من أجل النهوض بالوطن ككل ومن ضمنه منطقة الجنوب».