وصف الكرملين أمس إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقادة آخرين لإنهاء النزاع، بأنه «كلام أجوف».
وبعد مرور حوالي 3 سنوات على بدء الحرب الروسية - الأوكرانية، أصبحت الدعوات لإجراء محادثات سلام أكثر إلحاحا مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتأكيده أنه يريد إنهاء الحرب بسرعة من دون أن يقدم خطة ملموسة لذلك.
ولطالما عارض زيلينسكي بشكل قاطع أي تسوية مع روسيا، لكنه راجع بعض نقاط موقفه في الأشهر الأخيرة في مواجهة الصعوبات التي يعانيها جيشه على الجبهة والتقدم الروسي.
رد زيلينسكي على سؤال حول إمكان التفاوض مع بوتين في مقابلة بثت أمس الاول، قائلا إنه سيفعل ذلك «إذا كان هذا هو الشكل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح».
وتحدث عن صيغة تضم «أربعة مشاركين» هم مبدئيا أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين أمس «حتى الآن لا يمكن اعتبار هذا الأمر سوى كلام أجوف»، مضيفا أن «الاستعداد يجب أن يرتكز على شيء ما».
وكرر بيسكوف حجة روسيا بأن زيلينسكي لا يستطيع التحدث إلى بوتين بعدما أصدر مرسوما في أكتوبر 2022 يحظر أي مفاوضات مع روسيا طالما كان بوتين رئيسا، وذلك ردا على إعلان الكرملين ضم 4 مناطق أوكرانية.
وأعلن بيسكوف أن «رغم ذلك، نبقى منفتحين على المحادثات»، معتبرا أن «الواقع على الأرض يشير إلى أن كييف يجب أن تكون أول من يبدي انفتاحه واهتمامه بمحادثات مماثلة»، في إشارة على ما يبدو إلى التقدم العسكري الروسي ميدانيا.
وكرر بوتين مرارا أنه مستعد للتفاوض بشرط أن تمتثل أوكرانيا لمطالبه: التنازل عن 4 مناطق في جنوب وشرق البلاد بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 والتخلي عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط غير مقبولة بالنسبة لكييف.
وفي توضيح لتصريحاته، قال زيلينسكي أمس على وسائل التواصل الاجتماعي إن الاستعداد للنقاش مع بوتين هو في حد ذاته «تنازل» من جانب أوكرانيا.
وأقر بأن حلفاء كييف «يعتقدون أن الديبلوماسية هي الطريق للمضي قدما».
وفي المقابلة التي نشرت أمس الاول، أثار زيلينسكي مجددا احتمال حصول أوكرانيا على أسلحة نووية في حال عدم انضمامها بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي. وقال بيسكوف إن هذه التصريحات «تلامس الجنون»، داعيا حلفاء كييف إلى إدراك «المخاطر المحتملة لمناقشة هذا الموضوع في أوروبا».
إلى ذلك، أكد بيسكوف حدوث «اتصالات» بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن مواضيع محددة، لافتا إلى أن الاتصالات «تكثفت أخيرا»، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
ميدانيا، يواصل الجيش الروسي تقدمه في أوكرانيا. وأعلنت موسكو أمس السيطرة على قريتين جديدتين في شرق البلاد وشمال شرقها هما بارانيفكا في منطقة دونيتسك، ونوفوملينسك في منطقة خاركيف.