وصف مسؤولون في الاتحاد الافريقي أمس الحرب الأهلية السودانية بأنها «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، وحذروا من أنها تترك مئات آلاف الأطفال يعانون سوء التغذية.
وقال رئيس لجنة تابعة للاتحاد الافريقي معنية بالسودان محمد بن شمباس على منصة «إكس» أمس إن الحرب «عرقلت إمكان الوصول إلى المساعدات الإنسانية وأدت إلى نقص في الغذاء وفاقمت الجوع».
وأضاف أن «الأطفال والنساء يتعرضون لانتهاكات متواصلة ويفتقر المسنون والمرضى للمساعدة الطبية». وتابع أن «هذه أسوأ أزمة إنسانية في العالم».
وأفاد المسؤول في الاتحاد الافريقي المعني برعاية الأطفال ولسون ألميدا أداو في منشور على «إكس» بأن حالات استقبال أشخاص في المستشفيات يعانون سوء التغذية ازدادت بنسبة 44% عام 2024، مع تلقي أكثر من 431 ألف طفل العلاج.
وقال «نشهد تقارير عن انتهاكات خطيرة تشمل هجمات على المدارس والمستشفيات والتجنيد الإجباري للأطفال ومنع وصول المساعدات الإنسانية».
وأكد بن شمباس أنه بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي «وحده الحوار الداخلي السياسي السوداني، لا الخيار العسكري، قادر على وضع حد لهذه الحرب».
إلى ذلك، انقسم أكبر تحالف سياسي مدني في السودان إلى فصيلين، إثر خلافات بشأن تشكيل حكومة في مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش.
وقالت تنسيقية القوى الديموقراطية المدنية «تقدم» التي تضم أحزابا سياسية ونقابات مهنية في بيان، إن الانقسام جاء جراء «موقفين متباينين حول قضية الحكومة».
واتهم الجيش السوداني الذي يسيطر على الحكومة الوطنية ويقاتل قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، زعيم «تقدم» رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك بالتقرب من قوات الدعم السريع.
وقالت التنسيقية إن «الخيار الأوفق هو فك الارتباط بين أصحاب الموقفين ليعمل كل منهما تحت منصة منفصلة سياسيا وتنظيميا باسمين جديدين مختلفين».
من جانبه، قال بكري الجاك المتحدث السابق باسم «تقدم» لوكالة «فرانس برس» إن بعض المجموعات في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع «تشعر بالتخلي عنها بسبب عدم وجود تضامن».
وأضاف أن الفصيل الذي يعارض تشكيل حكومة في هذه المناطق يضم «معظم الأحزاب السياسية والشخصيات العامة في التنسيقية»، بمن في ذلك حمدوك نفسه.
في سياق متصل، اتهمت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع بمنع وصول المساعدات إلى منطقة دارفور المهددة بالمجاعة في البلاد التي مزقتها الحرب.
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، «القيود المستمرة والعقبات البيروقراطية» التي تفرضها وكالة الإغاثة الإنسانية التابعة لقوات الدعم السريع «تمنع المساعدات المنقذة للحياة من الوصول إلى المحتاجين إليها بشدة». وتابعت «العالم يراقب، ومن غير المقبول أن يعجز المجتمع الإنساني في السودان عن تقديم المساعدات الأساسية».
وحثت الأمم المتحدة على تبسيط الإجراءات البيروقراطية ووضع حد للتدخل غير المبرر «بما في ذلك مطالب الدعم اللوجستي أو التعامل الإلزامي مع البائعين المختارين».
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن أحد متطوعيه السودانيين كان من بين عشرات الأشخاص الذين قتلوا في هجوم نفذته قوات الدعم السريع في وقت سابق من هذا الشهر على سوق في مدينة أم درمان في الخرطوم. وأضاف أن المتطوع قتل «أثناء مشاركته.. في حملة تنظيف» في السوق الذي استهدف بنيران مدفعية قوات الدعم السريع.