بيروت ـ بولين فاضل
بعد «المتظاهرين العفويين» مساء الجمعة، نزل «حزب الله» أمس السبت رسميا على الأرض بالدعوة إلى اعتصام على طريق المطار.
وحشد الحزب جمهورا ضخما، وهذا أمر بديهي كون بيئته الحاضنة تقيم في محيط المطار، على رغم ما لحق الضاحية الجنوبية من دمار جراء الغارات الإسرائيلية في الحرب الأخيرة.
جمهور كبير غصت به طريق المطار القديمة، وصولا إلى تخوم المرفق الحيوي للبلاد، حيث الميناء الجوي الوحيد مع الخارج.
وصودف كما الجمعة مرور موكب لقوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل»، وتمكن من المرور بمواكبة ضخمة من جنود الجيش اللبناني، علما ان الجيش ووحدات أمنية أخرى انتشرت في المكان لتأمين سلامة المتظاهرين، والعابرين في الاتجاهين إلى المطار. وقد شاء بعض المسافرين والعائدين الانتقال سيرا على الاقدام، على رغم تشدد القوى الأمنية في ترك الطريق المفتوح، وخصوصا الاوتوستراد من جهة السفارة الكويتية والمدينة الرياضية.
وساد توتر بين المعتصمين والجيش اللبناني تطور إلى القاء قنابل مسيلة للدموع في اتجاههم، توازيا مع كلام لعضو المكتب السياسي في «حزب الله» الوزير السابق محمود قماطي من مكان الإعتصام قال فيه: «لا نقبل أن يصبح هذا الوطن في القبضة الأميركية والإسرائيلية ومنع الدولة هبوط الطائرة الإيرانية هو إهانة للبنان ويشكل خضوعا للإملاءات والتهديدات الأميركية»، ثم كلام للنائب عن «حزب الله» ابراهيم الموسوي قال فيه: «ننتظر أداء الحكومة في الأيام المقبلة ليبنى على الشيء مقتضاه».
في هذه الأثناء وتحت عنوان عدم التهاون مع أي مساس بالأمن والسلم الأهلي، تواصلت العمليات الأمنية للجيش اللبناني في موازاة الاجتماعات والتوجيهات والمواقف من المسؤولين اللبنانيين بعد اعتداء محتجين على موكب من قوات اليونيفيل على طريق مطار بيروت إثر عدم الإذن لطائرة إيرانية بالإقلاع من طهران إلى بيروت. وفي هذا الإطار، واصل الجيش اللبناني ملاحقة المتورطين وتوقيفهم والتحقيق معهم، وقد صدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه بيان جاء فيه:«على أثر تعدي محتجين على موكب من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، وعناصر من الجيش، وتسببهم في وقوع إصابات، نفذ الجيش سلسلة عمليات أمنية ومهمات حفظ أمن في إطار ملاحقة المتورطين في تلك التعديات. في هذا السياق، تم توقيف عدد من المتورطين، ويجري التحقيق معهم بإشراف القضاء المختص
».
وجددت قيادة الجيش «تحذيرها للمواطنين من ارتكاب أعمال الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، وتشدد على ضرورة الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي، وتؤكد أنها لن تتهاون مع أي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي».
وأعلن المكتب الإعلامي لوزارة الأشغال العامة والنقل في بيان رسمي، «استمرار الجهود المكثفة لمتابعة أوضاع المواطنين اللبنانيين العالقين في طهران»، مشيرا إلى أن «العمل جار على مدار الساعة لتسهيل حركتهم من وإلى لبنان».
وأكد البيان أن الوزارة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، تبذل مساعيها لتأمين الرحلات الجوية ونقل المواطنين الراغبين في السفر إلى طهران أو العودة منها.
وفي هذا الإطار، أوضح المكتب الإعلامي «أن سلطات الطيران المدني في لبنان تترقب موافقة الجهات المختصة في مطار طهران الدولي لمنح الإذن بالهبوط لرحلات شركة طيران الشرق الأوسط، التي تعتزم تسيير ثلاث رحلات إلى طهران اليوم».
وتابع البيان: «أن رحلات شركة طيران الشرق الأوسط التي كانت مقررة الجمعة، لم تحصل على أذونات الهبوط في مطار طهران، مما أدى إلى تأجيلها»، وأكد البيان «التزام وزارة الأشغال العامة والنقل بمواصلة التنسيق مع السلطات المختصة لضمان سلامة المسافرين وتيسير عودتهم في أسرع وقت»، مشددة على حرصها في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا الملف بأقصى سرعة.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل، فايز رسامني، في تصريح صحافي بعد الاجتماع الوزاري، أن لبنان لم يحصل على أذونات من إيران لتسيير رحلات للطيران اللبناني من أجل إعادة اللبنانيين العالقين في طهران. وأوضح أن الحكومة اللبنانية تبذل جهودا حثيثة لتأمين عودة هؤلاء المواطنين في أسرع وقت ممكن.
كما أكد رسامني أن «الهاجس الأول هو أمن مطار بيروت الدولي، وقد اتخذنا قرارات لضمان تحييد المطار عن أي اعتداء أو تهديد أمني»، مشددا على أن الحفاظ على سلامة المرفق الجوي الأساسي في البلاد يعد أولوية وطنية في ظل الأوضاع الأمنية الحساسة التي تشهدها المنطقة».
وبخصوص أزمة اللبنانيين العالقين في إيران، قال رسامني إن وزارة الأشغال العامة والنقل «ستغطي كافة المصاريف اللازمة لتأمين عودتهم إلى لبنان»، مؤكدا أن وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، طلب اجتماعا عاجلا مع السفير الإيراني في بيروت لبحث الملف ومعالجة العراقيل التي تعيق عودة اللبنانيين من طهران.
وأضاف الوزير رسامني: «نحاول إعادة المواطنين العالقين في إيران عبر العراق».