القاهرة ـ ناهد امام
قالت رئيس مصلحة الضرائب المصرية رشا عبدالعال إن وزير المالية حريص على متابعة آليات تنفيذ حزمة التسهيلات الضريبية وفقا للأهداف الساعية لتلبية طموحات الممولين والمكلفين، مؤكدة أن الحزمة ستدخل حيز التنفيذ في مارس المقبل، مشيرة إلى أن هذه التعديلات تعكس تحولا جذريا في الفكر الضريبي والعلاقة بين مصلحة الضرائب ومجتمع الأعمال، حيث تهدف إلى تعزيز الشفافية وإزالة التحديات وبناء علاقة شراكة حقيقية بين الدولة والمستثمرين والممولين.
وشددت عبدالعال، خلال جلسات المؤتمر الضريبي السنوي لشركة «برايس ووتر هاوس كوبرز ـ الشرق الأوسط» في مصر، على أن المرحلة المقبلة فارقة في تاريخ النظام الضريبي المصري، لما تحمله من إصلاحات جوهرية ستؤثر إيجابيا على بيئة الأعمال والمستثمرين، موضحة أن الحكومة جادة في إزالة التحديات أمام مجتمع الأعمال وإعادة بناء الثقة من خلال آليات عادلة وشفافة للتعامل الضريبي.
وأضافت: من أبرز بنود الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية اعتماد الفحص بالعينة بكل المراكز والمأموريات الضريبية، حيث سيتم فحص الممولين بناء على ملف مخاطر الممول، الذي يقيس درجة المخاطر الضريبية لكل ممول، فإذا كانت درجة المخاطر مرتفعة سيتم إدراج الممول ضمن عينة الفحص لضمان الامتثال الضريبي، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن جميع المستندات المطلوبة للفحص مسبقا عبر الموقع الإلكتروني لمصلحة الضرائب، تسهيلا على شركائنا، وسيتم إدراج هذه المستندات في دليل شامل للمستثمرين سيتم الإعلان عنه قريبا، على نحو يسهم في توحيد المعايير وتقليل النزاعات الضريبية.
وقالت: إن العمل جار على وضع أدلة إرشادية موحدة لتوحيد آليات الفحص الضريبي لمختلف القطاعات الاقتصادية، حيث تهدف هذه الأدلة إلى ضمان تنفيذ عمليات الفحص بنفس المنهجية والآلية في جميع المناطق والمأموريات والمراكز الضريبية بمختلف أنحاء الجمهورية، وسيتم تقييم أداء مأموري الضرائب بناء على مدى التزامهم بهذه الأدلة، مما يضمن تحقيق العدالة الضريبية، وحتى الآن تم الانتهاء من إعداد 7 أدلة وجار العمل على استكمال باقي الأدلة في أسرع وقت ممكن، ونحن نبذل جهودا كبيرة لزيادة أعداد العاملين المؤهلين في وحدة تسعير المعاملات، مع التركيز على اختيار أفضل الكوادر وتدريبهم لمواكبة حجم العمل المتزايد.
تابعت أنه سيتم تشكيل لجنة عليا من كبار الخبراء الضريبيين للفصل في أي خلاف يتعلق بالفحص الضريبي بوحدة تسعير المعاملات، بحيث يكون هناك مستويان من الفحص: المستوى الأول داخل وحدة تسعير المعاملات، والثاني أمام اللجنة العليا في حال وجود اعتراضات على نتائج الفحص، ويهدف هذا النظام إلى تعزيز الشفافية وتقليل النزاعات بين الممولين والمصلحة، مما يضمن بيئة أعمال أكثر استقرارا.
وأشارت عبدالعال إلى أن هناك طفرة كبيرة في عمليات رد الضريبة، حيث تستهدف حزمة التسهيلات الضريبية رفع عدد حالات رد الضريبة إلى أربعة أضعاف العدد الحالي، من خلال تبسيط إجراءات العمل داخل المأموريات وتمكين الموظفين من إتمام عمليات رد الضريبة بسرعة وكفاءة وتوفير تعليمات واضحة للمأمورين حول كيفية التعامل مع طلبات رد الضريبة لتجنب التأخيرات، وإعلام الممولين بجميع المستندات المطلوبة مسبقا، مما يساعدهم في تجهيز الأوراق اللازمة دون إهدار للوقت والمجهود.
واختتمت رشا عبدالعال كلمتها مؤكدة أهمية دعم مجتمع الأعمال لمصلحة الضرائب والتعاون المشترك لإنجاح هذه الإصلاحات، حيث إن نجاح التسهيلات الضريبية يعتمد على التزام جميع الأطراف بتنفيذها وفق الأطر القانونية، وأن مصلحة الضرائب لا يمكنها النجاح بمفردها، بل تحتاج إلى شراكة حقيقية مع مجتمع الأعمال لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، وكل خطوة ناجحة في تنفيذ هذه الإصلاحات ستقود إلى مزيد من التطوير والتسهيلات الضريبية في المستقبل.
من جانبه، أكد الشريك الرئيسي بإدارة الضرائب بمكتب مصر والكويت في PWC شريف شوقي خلال المؤتمر أن المنظومة الضريبية المصرية شهدت تطورات كبيرة مؤخرا تضمنت إطلاق حزمة التسهيلات الضريبية الجديدة، إلى جانب التحول التكنولوجي المتسارع في النظام الضريبي، موضحا أن هذه التطورات تتماشى مع التشريعات الضريبية الدولية، خاصة فيما يتعلق بالركيزة الثانية، التي تهدف إلى تحقيق امتثال ضريبي عادل ومنظم للشركات متعددة الجنسيات والأطراف ذات العلاقة.
وأشار إلى أن ضريبة الأرباح التجارية والصناعية وضريبة القيمة المضافة شهدتا تحديثات مهمة ضمن هذه الإصلاحات، حيث تستهدف تعزيز الامتثال الضريبي وتقليل النزاعات وتحقيق العدالة الضريبية، مؤكدا أن التشريعات المرتبطة بالركيزة الثانية توفر إطارا واضحا للشركات لضمان الالتزام بالقوانين الضريبية الدولية، ما يعزز بيئة الأعمال ويقلل من المخاطر الضريبية.
وأوضح شوقي أن التحول الرقمي والاعتماد على نظم المعلومات أصبحا عاملين أساسيين في تسهيل الامتثال الضريبي، حيث تتيح الأنظمة المميكنة تقديم الإقرارات الضريبية بدقة وسرعة، وتقليل الأخطاء، وتحسين التواصل مع مصلحة الضرائب، مضيفا أن الشركات التي تستثمر في تطوير نظمها المحاسبية والضريبية ستكون قادرة على الامتثال بسهولة للقوانين الجديدة، ما يمكنها من الاستفادة الكاملة من حزمة التسهيلات الضريبية.
وأكد أن حزمة التسهيلات الضريبية تعد تطورا مهما في النظام الضريبي المصري، حيث توفر مزايا عدة للمستثمرين والممولين، وتعمل على تخفيف الأعباء الضريبية، وتحفيز الاستثمار، مشيرا إلى أن نجاح هذه التسهيلات يعتمد على وجود سياسات ضريبية واضحة ومستقرة تأخذ في الاعتبار التطورات الاقتصادية والتشريعية المستقبلية.