الشارقة ـ أحمد صابر
أكد المصور الصحافي المخضرم جايلز كلارك أن التصوير الفوتوغرافي ليس مجرد التقاط لحظات عابرة، بل هو أداة قوية للتعبير عن قضايا إنسانية معقدة، تسهم في نقل صور حية للواقع الذي قد يغفل عنه الكثيرون.
جاء ذلك خلال مشاركته في الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2025» في الشارقة، حيث قدم نصائح قيمة للمصورين الطموحين في جلسة تركزت حول مسيرة الصحافة الاستقصائية وأهمية التصوير طويل المدى.
وشدد كلارك على أهمية البحث العميق قبل بدء أي عمل صحافي، مؤكدا أن الكاميرا ليست إلا أداة، بينما يكمن جوهر القصة في الرؤية التي يحملها المصور. وأضاف «الصحافة الاستقصائية، التي تتطلب وقتا وجهدا لبناء سرد متكامل، لن تندثر رغم هيمنة وسائل الإعلام السريعة والمحتوى القصير على السوشيال ميديا».
وروى كلارك لمتابعيه بداية مشواره الصحافي الذي بدأ في سن التاسعة عشرة، حينما انتقل من مسقط رأسه في بريطانيا إلى برلين الغربية للعمل مساعدا للكاميرا في وكالة أنباء، حيث كان يلتقط الصور باستخدام أفلام 16 ملم. وفي وقت لاحق، انتقل إلى لندن ليعمل على طباعة الصور بالأبيض والأسود، قبل أن يصبح مسؤولا عن تأسيس معمل للطباعة في نيويورك في الثلاثين من عمره.
ومر بتغيرات كبيرة في مسيرته، من العمل في مجال الأزياء والتلفزيون إلى تركيزه على الصحافة الاستقصائية بعد تغطيته لكارثة غاز بوبال في الهند عام 2007، وقال «هذه الكارثة كانت بداية لمسيرتي في الصحافة التصويرية طويلة المدى، حيث بدأ اهتمامي بتوثيق القضايا الإنسانية الكبرى».
وأشار إلى أن العمل الصحافي لا يتوقف عند التقاط الصورة فقط، بل يتطلب فحصا دقيقا للمؤثرات الاجتماعية والسياسية التي تشكل القصة. وذكر أن القصص الإنسانية، مثل تلك التي وثقها عن ضحايا الكوارث، تتطلب الوقت لبناء الثقة مع الأشخاص الذين يتم تصويرهم، مؤكدا أن «التصوير الصحافي هو شهادة حية على ما يحدث في المجتمعات بعيدا عن الأضواء».