درجة من الوعي المتقدم المطلوب وجوده، والذي يتحرك ضمن عقلية تعرف مقدار درجة خطورة استمرار وجود هذا الكيان السرطاني على أرض دولة فلسطين قدمتها مواقف الكويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ذكر ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، أنه خلال «75 سنة عانى خلالها الأشقاء من الشعب الفلسطيني الحر من عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تنتهك جميع الأعراف والقوانين الدولية، ومن هنا نؤكد مركزية القضية الفلسطينية في عالمينا العربي والإسلامي».
إن بيت المقدس هو «ملك» للمسلمين وقبلتهم الأولى، والكيان الصهيوني يمثل «قاعدة احتلال عسكري» أقامها الأجانب ودعموا استمرار بقائها على أرض دولة فلسطين المحتلة، وهذا الكيان الغريب لن يقف عند حدود فلسطين الجغرافية بل له تخطيط للامتداد والسيطرة وخلق نفوذ في كامل المنطقة العربية، لذلك هم أعداء «العرب»، وتحرير القدس وارض فلسطين هو الأساس الواجب عمله والتحرك لإنجازه.
وهنا جاءت النقلة النوعية للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني بعد عملية «طوفان الأقصى» الأخيرة، وهي بلا شك تعتبر حدثا تاريخيا ستكون لها تداعيات لا تشمل اللحظة الزمنية الحالية بل لها أبعاد أخرى، منها ان التخطيط البعيد المدى والمنطلق من مواقع القوة وضمن خطة لها أهداف واقعية وخارطة طريق تقرأ حقائق الأرض، وأيضا بعيدة عن الإثارات الإعلامية والعواطف الزائدة، اتضح نجاح هكذا «ذهنية جديدة» عندما مارستها المقاومة الفلسطينية عندما اقتحمت أكثر من عشرين موقع عسكري «عامل» على أرض دولة فلسطين المحتلة، وحققت ما لم يتخيله أو يتصوره أحد.
إن الكيان الصهيوني ليس «دولة» وليس «حالة طبيعية»، ولا «يمثل» حالة قانونية سليمة، وهو كيان إداري عسكري استخباراتي غاصب محتل يمثل حالة من الشر تم تصنيعه، وفبركته، على ارض دولة فلسطين، التي هي أيضا منطقة جبهة عسكرية على كامل جغرافيتها، حيث «لا مدنيين» في هذا الكيان السرطاني، فمن هو ليس عسكريا «عاملا»، فهو يكون ضمن العسكر الاحتياط بهذه القاعدة العسكرية الضخمة التي أقامها الأجانب على أرضنا العربية.
ونتيجة لـ«نهج جديد» كهذا مقاوم يتحرك ضمن الظروف الموضوعية صاحبة الخطة، تم تحقيق إنجاز في تنفيذ مبادرة الهجوم على جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وأيضا تكبيد العدو الصهيوني خسائر غير مسبوقة في الأرواح والجرحى، وأيضا ما هو أقوى هو «كسر فقاعة الوهم» السائد حول أن هذا الكيان غير قابل للهزيمة، فجاءت عملية طوفان القدس لتثبت عكس ذلك تماما وأنه كيان قابل للانكسار.