انتابت الدهشة وعمت الفرحة جموع الشعب الكويتي مع سماعهم خبر الأمر الأميري بتعيين الشيخ د.محمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء، وهو منصب يعنى به كل كويتي وكويتية، بل وكل محب لهذا الوطن، متفائلين بالمضي على ما سار به سلفه سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح من تصحيح للمسار وضبط لإيقاع السياسة الداخلية، وبث للأمل في نفوس المواطنين.
وما أعتقده أن رئاسة النواف للحكومة لا تقل أهمية عن رئاسة بوصباح، ذلك أن الأول استطاع أن يخلق أرضية نظيفة وخصبة للإصلاح خالية من الألغام، وأن يمهد لأي أحد سيرأس الحكومة اللاحقة أن يمضي قدما دونما عراقيل.
أما الشيخ د.محمد الصباح، فإن أرشيفه السياسي وخبرته العريقة وحنكته المعروفة ونضجه المعهود للجميع، مرفودا بالتفويض العاطفي من الشعب الكويتي، كل ذلك يجعلنا نعقد الآمال على استكمال الإنجاز في كل ما ينفع البلاد والعباد عبر زيادة الإنتاج وتشجيع العمل والإبداع وإعلاء مصلحة الوطن على أي مصالح شخصية أو غيرها، هذه المعطيات إن تكاملت بمجموعها فستمثل بداية النهضة المنتظرة لدولتنا الحبيبة، وتمثل جرس المنبه لاستفاقة ذلك المارد النائم الذي كان يتلألأ بين دول الخليج العربي متفوقا عليها في كل شيء.
فالأرضية مهيأة، والأجواء مواتية، وصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الذي أسمعت نبرة حزمه وعزمه من به صمم، لم يختر الشيخ د. محمد الصباح إلا بحكمة وبعد نظر، فأعلى الهرم حفظه الله ينشد الخير لهذا الوطن، ويرنو لما يخفق له قلب كل كويتي غيور على بلده، فأحسن في اختيار قائد الحكومة في هذه المرحلة، وإن أي حكيم ينظر إلى الأوضاع الجيوسياسية والتغيرات الإقليمية سيعلم أن التحديات لم تعد تقليدية عابرة وإنما باتت مخيفة وتستدعي رجلا على قدر المسؤولية والعلم والفهم والإحاطة بكل جوانب الدولة وسياستها الداخلية والخارجية.
الكثير من الملفات ينتظر الجميع الإبداع في حسمها، والحنكة في حلها من قبل رأس الحكومة الجديدة الشيخ د.محمد الصباح، سواء على المدى القصير المنظور أو حتى على المديين المتوسط والبعيد، كل ملف منها يستحق نقلة نوعية ورؤية إستراتيجية، ولن يروي عطش الكويتيين وشغفهم بدولتهم الحبيبة إلا إعادتها درة للخليج ومنارة للعلم والثقافة والحداثة والتطور والحضارة، وكل العيون ترى في الرئيس الجديد صانعا للأمل.
نطمح إلى الإنجاز وتحقيق قفزات في كل الملفات، بما فيها التعليم والصحة والطرق ومواجهة أي سلبيات في أي موقع من شأنها أن تعوق تقدم هذا البلد الطيب الذي يستحق منا أن نجعله بجهودنا في مصاف الدولة المتقدمة في كل المجالات.
إننا نتطلع إلى اختيار أعضاء الحكومة ومسؤولي الجهات بعناية فائقة، من خلال البحث عن الغيور على دولته، والتنقيب عن جينات المحبين لوطنهم وعن العقليات المرموقة صاحبة الفكر السليم والرؤية الفذة، فهؤلاء هم وقود النهضة وعماد تحقيقها.
في الختام: رصيدكم يا شيخ د.محمد الصباح كبير في قلوب الكويتيين، ولا نشك في أنكم ستقابلون التفاؤل العارم والقدر العالي من الترحاب الذي وجه إليكم برؤية ثاقبة في حل أي مشاكل تواجهها دولتنا الحبيبة وإعادة بريقها واستعادة لقبها درة للخليج كما كانت. والله غالب على أمره.
[email protected]