المتابع للأوضاع في دولتنا الحبيبة والمراقب لكل ما يحدث من بعيد دون التدخل في أي شأن كان، سيرى أن الجميع يتذمر وغير راض عما يحدث، والكثير يرى أن الفشل أصبح يسيطر على الكثير من الأمور، فمن يوافق على قضية ما قد نراه معارضا في القضية الأخرى، سواء كان على الصعيد السياسي أو الصحي أو التربوي أو الرياضي أو التجاري أوغيرها من الجوانب الحياتية الأخرى.
الأغلبية في مجلس الأمة لا يعجبها وضع الحكومة، والحكومة غير راضية عن تصرفات الأغلبية، والصحة أصدرت قانون منع السفر لكل من لم يتلق اللقاح ضد فيروس كوفيد-19، والكثير يرى ذلك تقييدا للحريات وإجبارا غير منطقي!
و«التربية» أصرّت على عقد الاختبارات الورقية لطلبة الثاني عشر للتخلص من التفوق الوهمي والمحافظة على مستوى المخرجات التعليمية مع أولوية المحافظة على صحة الطلبة، وفي المقابل نجد الكثيرين ممن يعارضون ذلك والتقليل من استعدادات الوزارة بشأن الإجراءات الصحية. أما الرياضة فحدث ولا حرج، حيث فقد الشعب الكويتي طعم فرحة الفوز لمنتخب الكويت منذ سنوات عديدة ولا عزاء للرياضة.
ونأتي لقانون مهم جدا يعتبر قانونا قاتلا لكل من عاش على أرض الكويت منذ طفولته، بل وبعضهم ولدوا فيها وهو قانون عدم تجديد إذن العمل لكل من تجاوز 60 عاما ولا يحمل شهادة الثانوية العامة!
والغريب أن البعض يرى أن هذا القانون سيعمل على تعديل التركيبة السكانية متجاهلين كيف يمكن تعويض تلك الأيدي العاملة وخاصة ممن يعملون في الوظائف المهنية كالميكانيكا والصباغة والدباغة والبناء والأدوات الصحية والنجارة والحدادة والباعة في المحلات التجارية وغيرها من الوظائف التي لا تتطلب الشهادة العلمية بقدر ما تتطلب المهارة اليدوية والخبرة العملية.
لا ننكر أننا دولة لم تصل حتى الآن لمستوى الاكتفاء الذاتي بمثل هذه الوظائف، وحتى لا نحدث الخلل في المجتمع الوظيفي لابد من التدرج في تطبيق مثل هذه القوانين ووضع آلية مقننة وحلول منطقية أخرى حتى لا نجني نتائج عكسية عند تطبيق مثل هذه القوانين.
أما الوضع المأساوي والذي لا نعلم متى يوضع له الحد النهائي والحل الأمثل وهو وضع فئة غير محددي الجنسية، والذين أصبحت أرواحهم تحصد بلا ذنب سوى أنهم لا يرتضون وطنا لهم غير الكويت، ولا يسعون لكسب لقمة العيش إلا بالحلال متحملين حرارة النهار في الصيف وبرد الليل في الشتاء، حتى فجعنا بموت طفل في عمر الزهور وهو يبيع الزهور!
قضايا متشابكة وأوضاع تسلب الراحة النفسية للمجتمع الكويتي، وقد يكون السبب واحد وهو أزمة في التخطيط والإدارة، فهل نحن فعلا نعيش أزمة قيادة؟!