نجد معـــظم الدول العربية تضم فـــي وزاراتها وزارة التربية والتعليم والتـــي تختص بشــؤون المراحل الدراسية المخـــتلفة حتى نهاية الثانوية العامة ووزارة أخرى تحمل مسمى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتختص بشؤون الدراسة ما بعد الثانوية.
وهكذا الكويت نجد أنها اعتمدت مسمى وزارة التربية والتعليم منذ عقود طويلة، وكان الوزير المختص يحمل دوما حقيبتي وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومن ثم اقتصرت على مسمى وزارة التربية حيث إن التربية أكثر شمولية من التعليم، حتى وصلنا إلى الحكومة التي تم تشكيلها في شهر ابريل الماضي وتم تغيير مسمى الحقيبة الوزارية إلى وزارة التعليم فقط!
بالرغم أننا كنا نأمل أن يتم فصل وزارة التربية عن وزارة التعليم العالي لكي يتمكن الوزير المختص بالمتابعة بصورة أفضل وإنجاز الأكثر، إلا أنه قد تم دمج الوزارتين تحت مسمى التعليم وألغي المسمى الشامل والأهم وهو التربية!
إننا في زمـــن باتت فيه الأجيال بحاجة إلـــى القيم التربوية أكثر من التعليم، وبالرغم من ذلك فقد تم إلــغاء مسمى التربية بعد أن كان في السابق هو المسمى المعتمد وإلغاء التعليم من المسمى القديم (وزارة التربية والتعليم)، إننا لسنا هنا في صدد ذكر الفرق بين التـــربية والتعليم وهي فروقات كثيرة ولكننا على يقين بأن التربية تشمل التعليم وليس العكس.
لذا، كان من الأجدر الاحتفاظ بمسمى وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
ولابد لنا أن نعلم أن أمر تغيير المسمى ليس مجرد تغيير بالذكر فقط، ولكن هناك الكثير والعديد من الجوانب التي لابد من تغييرها واعتماد المسمى الجديد فليس من المنطق بتاتا أن نذكر تصريحا من وزيــر وزارة التعليم في مــوقع رسمي يحمل اسم وزارة التربية! وليس من المنطــق أن نذكر خـــبر لبدء الدراسة فـــي مدارس وزارة التعليم ولوحات المدارس والكتب المـــدرسية تحـــمل مسمى وزارة التربـــية! وغيرها العديد من المراسلات والكتب الرسمية.
نحن على ثقة بأن وزارتنا بغض النظر عن مسماها (التربية أو التعليم) تضم مدارس تسعى لترسيخ القيم التربوية وتأسيس التعليم الصحيح، ونأمل أن تكون جميع مدارسنا كذلك، حيث إننا للأسف الشديد نجد لسان حال الكثيرين في السنوات الأخيرة يقول «المدارس صارت لا تربية ولا تعليم!» ونحن نقول أينما وجدنا التربية سنجد التعليم ومازال هناك من يسعى لترسيخ التربية وتطوير التعليم.