بيروت ـ أحمد منصور
أجمعت المواقف السياسية والدينية في لبنان، وبمناسبة عيد الاستقلال، على التأكيد على أهمية استقلال لبنان لتثبيت وجوده وكيانه. وفي هذا الاطار، قال البطريرك الماروني بشارة الراعي: ان الاستقلال يشكو اليوم من وجود لبنانيين غير مستقلين، واللبنانيون يشكون من وجود مسؤولين وقادة وأحزاب غير استقلاليين، لا يتعايش الاستقلال مع ولاء فئات من الشعب لوطن آخر، ولا مع ضعف الدولة أمام الخارجين عنها وعليها. لا يتعايش الاستقلال مع حكم لا يوفر لشعبه الحياة الكريمة والرفاه والعمل والعلم والعدالة والضمانات الصحية والاجتماعية، لا يتعايش الاستقلال في وطن تحول الى ساحة صراعات لجميع مشاكل الشرق الأوسط والعالم، لا يتعايش الاستقلال في مجتمع زادت فيه الفروقات الثقافية والحضارية وتباعدت أنماط الحياة فتركت انطباعا أن هذا المجتمع صار مجتمعات متنافرة.
وأضاف: حبذا لو يؤمن المسؤولون، واللبنانيون عموما، في ذكرى الاستقلال، أن وجود لبنان هو أساسا مشروع استقلالي وسيادي وحيادي في هذا الشرق.
من جهته، أكد مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان: ان ذكرى الاستقلال هذا العام تأتي ولبنان وشعبه يعيش في حالة ألم وحرمان ومأساة معيشية، لا مثيل لها في تاريخه، رغم الجهود التي تقوم بها الحكومة، ورئيسها الصابر والصامد حتى الآن في وجه العواصف التي تعتريه من كل حدب وصوب.
وقال: لا يمكن أن تستقيم الأمور إلا تحت سقف انعقاد جلسة لمجلس الوزراء والالتزام بالدستور والنظام، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة ترتيب وترميم العلاقات مع الأشقاء العرب خاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وإلا سيبقى الوطن خارج الحضن العربي وهذا مما يؤثر سلبا على الوطن والمواطن.
بدوره، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان: اننا للأسف الشديد نعيش اليوم عيد الاستقلال بحجم مزرعة طائفية وجمهورية تجار ولوبيات مال وصفقات، ووسط شعب يتم قتله ونهبه بكل الأدوات المتاحة، فيما دكاكين السياسة تعرض البلد بأبخس الأثمان، وإذا كان من أسف فهو على هذا الوطن الذي تشبع من دماء بنيه ليتحرر، فإذا بلوبيات الداخل تفعل به أسوأ مما تفعل الجيوش الغازية، واليوم البلد رهينة، والشعب يلفظ أنفاسه بسبب نهش الأفاعي، ويكاد يكون الوصول للمريخ أسهل من الوصول الى خطة إنقاذ وطنية، والعين اليوم على خطوات بحجم حماية وطن تعيد الحكومة إلى جلساتها الضرورية جدا، فيما التموضع الانتخابي يعيد عرض البلد على طريقة وطن للبيع.
وختم قبلان: إذا كان من لبنانيين غير استقلاليين وهو كذلك فهم مرتزقة، ومن يحمل البلد بالحقيبة ومن يريد البلد مقاطعات طائفية ومن لم يحرك ساكنا في اتجاه الاحتلال، فالتاريخ يقول: سيادة الأوطان بقوتها لا بحيادها في عالم يعتاش على نهش الضعفاء.