سلطت الأزمة في أوكرانيا الضوء على جهاز الاستخبارات البريطاني المعروف بـ (mi6) الذي «اعتاد على العمل في الظل»، بعد تصريحات مسؤولين بريطانيين اعتمادا على معلومات استخبارية، وفقا لصحيفة «الغارديان».
واستند رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على معلومات من جهاز الاستخبارات في تصريحات أدلى بها، مؤخرا، وتحذيره من أن أعداد القوات الروسية على حدود أوكرانيا لاتزال في ازدياد، كما هو الحال بالنسبة لوزيرة الخارجية، ليز تروس، التي حذرت الشهر الماضي من «انقلاب محتمل في كييف».
وألمحت «الغارديان» إلى ظهور «مقطع فيديو استثنائي» نشرته وزارة الدفاع البريطانية، ووصفته «بأحرف كبيرة» على أنه «تحديث استخباراتي»، ويظهر «خطة غزو روسية محتملة» لأوكرانيا.
وتشير الصحيفة ذائعة الصيت إلى أن مقطع الفيديو يستند على معلومات استخبارية تفيد بأن «روسيا تعمل بسرعة على نشر قوات بالقرب من الحدود الأوكرانية»، وأن «الغزو يمكن أن يحدث في غضون أيام».
وقال مالكولم تشالمرز، البروفيسور في مركز أبحاث «رويال يونايتد» إنه «نهج مختلف تماما عن الماضي، عندما كانت المعلومات الاستخباراتية سرية»، في إشارة إلى أنها أصبحت متاحة للعامة الآن.
وأضاف أن «ما تعلمته بريطانيا والغرب من أزمة أوكرانيا الأخيرة عام 2014، هو أنه إذا لم يستخدموا المعلومات الاستخباراتية في التصريحات العامة، فإنهم سيظهروا ضعفاء أمام روسيا».
وتقول «الغارديان» إن «استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014 ظهر على أنه مفاجأة لحلف الناتو النائم»، فيما «تضررت صورته (الحلف) أكثر في الصيف الماضي أثناء الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وكانت المعلومات حول استيلاء طالبان على السلطة شحيحة، قبل سقوط كابل»، في إشارة إلى أن المعلومات الاستخبارية لم تظهر إلى العلن وبقيت سرية، مما أعطى انطباعا بالهزيمة.
ولكن هذه المرة «تغير التفكير»، حيث ان «تسليط الضوء على نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحتملة تجاه أوكرانيا، يترك مجالا أقل لإنكار الكرملين»، أي أن نشر المعلومات الاستخباراتية يعتبر عنصر قوة في مواجهة ادعاءات روسيا.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنه يمكن أن يحصل في بعض الأحيان «سوء تقدير» من قبل أجهزة الاستخبارات، ويمكن لروسيا أن تستغل ذلك.