أسامة دياب
دعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إلى إعادة التفكير بمقاربة العالم الحر تجاه التصدي للمعتدين العالميين، وذلك في ضوء الأزمة الأوكرانية، موضحة أن الحرب في أوكرانيا لابد أن تكون «حافزا» على «إعادة تشكيل، وإعادة صياغة، وإعادة التفكير» في التركيبة الأمنية العالمية التي «خذلت أوكرانيا».
جاء ذلك في خطاب ألقته في مانشن هاوس في لندن أمس وزعته السفارة البريطانية.
وأثنت الوزيرة على قوة ووحدة رد العالم الحر على غزو بوتين، بيد أنها ما زالت ترى أنه من الضروري «متابعة الأمر» لضمان «فشل» المعتدين، و«احتوائهم» في المستقبل، فنحن بحاجة إلى أن نتعلم دروس أوكرانيا.
وحثت تراس على العمل في ثلاثة مجالات: الأول دفاع أقوى قائم على زيادة الاستثمار الجماعي في الدفاع، بحيث لا يقل الاستثمار عن 2% من إجمالي الناتج المحلي، وستدعو إلى الحفاظ على سياسة الباب المفتوح التي يتبعها حلف شمال الأطلسي (الناتو) بما في ذلك بالنسبة للسويد وفنلندا، وستطالب بأن يتبنى الناتو نظرة أكثر «عالمية» بحيث يعزز العمل مع الشركاء في المحيط الهادئ، الثاني تعزيز الأمن الاقتصادي بخفض الاعتماد الاقتصادي على المعتدين، الثالث بناء شبكة أقوى من التحالفات. وحذرت وزيرة الخارجية من أن «مصير أوكرانيا لا يزال على المحك، داعية الحلفاء لمضاعفة جهودهم، لضمان فشل بوتين في أوكرانيا، مضيفة أن انتصار أوكرانيا يعتبر ضرورة استراتيجية لنا جميعا»، وعلى دول مجموعة السبع والشركاء مواصلة الضغط على روسيا من خلال فرض عقوبات أكثر صرامة، بما في ذلك، وقف استيراد النفط والغاز بشكل نهائي، وتقديم مزيد من المساعدات العسكرية، والاستمرار في الدعم الإنساني فإذا نجح بوتين، فسنرى المزيد من البؤس الذي لا يوصف في جميع أنحاء أوروبا، وعواقب وخيمة في كل أرجاء العالم، وبأننا لن نشعر بالأمان مرة أخرى.