جدد الكرملين أمس محاولته ابتزاز العالم الذي يخشى من أزمة غذاء نتيجة غزوه لأوكرانيا مطالبا برفع العقوبات، بينما أعلنت كييف أمس أن شدة الهجوم الروسي على منطقة دونباس في الشرق بلغت «حدها الأقصى».
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله أمس إنه في حالة إلغاء العقوبات، سيمكن حينئذ أن تنطلق الصادرات من أوكرانيا مجددا.
وقال بيسكوف إنه يجب «إلغاء تلك القرارات غير القانونية التي تعيق سفن الشحن وتعيق تصدير الحبوب وغيرها»، ولكنه لم يذكر تفاصيل لما يعنيه بالتحديد.
وفي تناقض واضح اتهم الكرملين الدول الغربية بمنع السفن التي تحمل الحبوب من مغادرة الموانئ الأوكرانية. وقال بيسكوف إن موسكو «تنفي» اتهامها بالمسؤولة عن منع وصول شحنات الحبوب إلى وجهاتها.
وتابع أمام صحافيين: «على العكس، نتهم الدول الغربية باتخاذ عدد من الإجراءات غير القانونية أوصلتنا إلى هذا الحصار».
وفي إشارة إلى العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا، أكد أن على الدول الغربية «إلغاء القرارات غير القانونية التي تمنع استئجار السفن وتمنع تصدير الحبوب».
وهو ما سبق أن أكده نائب وزير الخارجية الروسي آندريه رودنكو، بقوله إن موسكو مستعدة لفتح ممر إنساني للسفن التي تحمل مواد غذائية لمغادرة أوكرانيا، مقابل رفع بعض العقوبات.
وفي السياق، اتهمت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمطالبة العالم بفدية مقابل الحصول على الغذاء، وذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت تؤيد رفع العقوبات مقابل صادرات الحبوب من أوكرانيا.
وقالت تراس خلال زيارة للبوسنة أمس «إنه لشيء مفزع تماما أن يحاول بوتين فرض فدية على العالم، وهو في الأساس يستخدم الجوع ونقص الغذاء لدى أفقر الناس في جميع أنحاء العالم كسلاح».
وأضافت: «ببساطة لا يمكننا السماح بحدوث ذلك. على بوتين رفع الحصار عن الحبوب الأوكرانية».
وقالت تراس: «لا يمكننا رفع العقوبات وأي نوع من المهادنة من شأنه ببساطة أن يقوي شوكة بوتين في الأجل الطويل».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا قبل أيام في شأن أوكرانيا ليست «جدية».
وأكد لافروف أنه لم يعلم بمضمون الخطة إلا عبر الإعلام إذ إن نص الاقتراح لم يرسل إلى موسكو. وذلك خلافا لما اعلنه نائبه أندريه رودينكو الاثنين الماضي، من إن روسيا تلقت خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا وتدرسها.
وقال لافروف في مقابلة مع قناة «آر تي» الروسية أمس: «يرد في (الخطة) أن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس تعودان الى أوكرانيا مع حكم ذاتي واسع».
وأضاف: «لا يمكن لسياسيين جديين يريدون نتائج، طرح أمور كهذه، من يقوم بذلك هم الذين يريدون الترويج لأنفسهم أمام ناخبيهم»، في انتقاد ضمني لوزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو.
وكان دي مايو أعلن أن بلاده اقترحت على الأمم المتحدة تشكيل «مجموعة تيسير دولية» لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار «خطوة بخطوة» في أوكرانيا.
لم تنشر تفاصيل هذه الخطة بعد، لكن وفقا لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية فإن الوثيقة المفصلة التي سلمت للأمم المتحدة ووضعها ديبلوماسيون من وزارة الخارجية الإيطالية تنص على 4 مراحل.
ميدانيا، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار في مؤتمر صحافي «بلغت شدة المعارك حدها الأقصى» في منطقة دونباس في الشرق، فيما لاتزال القوات الروسية تتوغل في المنطقة الصناعية.
وأضافت: «تقتحم قوات العدو مواقع قواتنا في عدة اتجاهات وفي الوقت نفسه. تنتظرنا مرحلة طويلة وبالغة الصعوبة من القتال».
وخطط الجيش الروسي لمسار بطيء ولكن ثابت للتوغل في منطقة دونباس منذ انسحاب قواته من مناطق وسط أوكرانيا وغربها بعد فشله في السيطرة على العاصمة كييف.
ويحاصر الجيش الروسي العديد من المدن خصوصا سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك التي تشكل عائقا للوصول الى المركز الإداري الشرقي لأوكرانيا في كراماتورسك.
وقالت ماليار: «لايزال الوضع صعبا وينذر بمزيد من التدهور».