أعلن المركز القومي الأفغاني لقياس الزلازل أن زلزالا جديدا ضرب عدة مناطق شمال شرقي البلاد امس، فيما تداعت دول العالم لتقديم المساعدات الانسانية والمادية للسلطات في كابول.
وذكر المركز الأفغاني أن الزلزال الجديد بلغت شدته 4.3 درجات بمقياس ريختر وتم تسجيله على بعد 76 كيلومترا جنوب وجنوب غرب مدينة «فيض آباد» في شمال شرق أفغانستان وعلى عمق 163 كيلومترا.
جاء ذلك بعد يوم واحد من الزلزال القوي الذي ضرب شرق أفغانستان، وأسفر عن أكثر من ألف قتيل، بالاضافة إلى إصابة أكثر من 1500 شخص آخرين، وكانت أكثر المناطق المتضررة في منطقة سبيرا بإقليم خوست ومناطق بارمالا وزيروك وناكا وجايان في إقليم باكتيكا.
في سياق متصل، قال مسؤولون إن السلطات الأفغانية تكافح للوصول إلى منطقة نائية ضربها زلزال أول من أمس، لكن ضعف الاتصالات والافتقار إلى طرق ملائمة يعرقل جهودها.
وقال محمد إسماعيل معاوية المتحدث باسم القائد العسكري لحركة طالبان في إقليم بكتيكا الأشد تضررا لـ«رويترز»: «لا يمكننا الوصول إلى المنطقة، الشبكات (الهاتفية) ضعيفة للغاية ونحاول حاليا الحصول على آخر المستجدات».
واوضح أن الزلزال دمر أكثر من 3000 منزل لافتا الى إنقاذ حوالي 600 شخص من مختلف المناطق المتضررة.
ويبذل رجال الإنقاذ جهودا شاقة لمساعدة ضحايا الزلزال، لكن نقص الموارد والتضاريس الجبلية والأمطار الغزيرة تعرقل عملهم.
وتشكل هذه المأساة الجديدة في أفغانستان التي تعاني أساسا أزمة اقتصادية وإنسانية تحديا كبيرا لحركة طالبان التي تتولى السلطة في كابول منذ منتصف اغسطس 2021.
ولا تملك أفغانستان سوى عدد محدود جدا من المروحيات والطائرات.
ويبدو من الصعب حشد المساعدات الدولية إذ إن وجود المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة تراجع عما كانت عليه في الماضي منذ عودة طالبان إلى السلطة.
مع ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأمم المتحدة «في حالة تأهب كامل» لمساعدة أفغانستان مع نشر فرق للإسعافات الأولية وإرسال أدوية ومواد غذائية.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) إلى أن السكان في حاجة إلى مأوى على رأس الأولويات بسبب الأمطار والبرد غير المعتاد في هذا الموسم، وكذلك إلى مساعدات غذائية وغير غذائية ومن حيث خدمات المياه والنظافة والصرف الصحي.
وأعلنت حركة طالبان امس أنها تسلمت طائرتين محملتين بمساعدات من إيران وواحدة من قطر.
كما وصلت ثماني شاحنات محملة بالأغذية وإمدادات إسعافات أولية من باكستان المجاورة إلى ولاية بكتيكا.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه مستعد «لتقديم مساعدات طارئة»، بينما أكدت الولايات المتحدة «بحزن عميق» أنها تدرس «خيارات الرد» الإنساني.
كما اعلنت كل من دولة الامارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية وسنغافورة عن تقديم مساعدات عاجلة لافغانستان، وشددت روسيا والهند وباكستان على انها على استعداد لتلبية اي احتياجات طارئة لكابول لمساعدة ضحايا الزلزال.