أطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين الذين حاولوا الوصول إلى القصر الرئاسي بوسط العاصمة (الخرطوم)، أمس، خلال تظاهرات دعا إليها معارضو الانقلاب العسكري.
وانتشرت قوات الأمن السودانية في شوارع الخرطوم استباقا لهذه الدعوات ووضعت كتلا خرسانية على الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها، لإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى مقر الجيش، باعتباره المكان المعتاد للتظاهرات.
ووضع المتظاهرون في مقدمة شعاراتهم ولاية النيل الأزرق حيث خلف صراع قبلي مؤخرا ما لا يقل عن 60 قتيلا واكثر من 108 جرحى خلال اسبوع بحسب وزارة الصحة السودانية.
وأفاد شهود عيان بأن قوات عسكرية انتشرت في منطقة الروصيرص والتي كانت شهدت أحداث عنف السبت الفائت بولاية النيل الأزرق، ما دفع السلطات الأمنية إلى فرض حظر تجول بالمنطقة من الساعة 18.00 إلى الساعة 06.00 بالتوقيت المحلي.
ويرى مناهضو الانقلاب أن مفتاح حل المشكلة الخاصة بولاية النيل الأزرق في أيدي العسكريين وحلفائهم من حركات التمرد السابقة، الذين يتهمون بمفاقمة التوترات العرقية والقبلية لتحقيق مكاسب شخصية. ويعد يوم التعبئة هذا اختبارا لجبهة المعارضة المدنية المناهضة للجيش التي أطلقت مواجهة مع السلطة في أوائل يوليو الجاري، غداة أشد أيام القمع دموية حين قتل تسعة متظاهرين في 30 يونيو الفائت، وتلا ذلك اعتصامات تعهدت جبهة المعارضة أنها ستكون غير محدودة.
الى ذلك، استمرت حالة العنف في إقليم النيل الأزرق بالسودان ما قاد إلى ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات القبلية.
وتشهد ثلاثة من محليات الإقليم منذ أيام هجمات عنيفة بعد تفاقم الأوضاع الناجم عن تنازع بين قبائل «الهوسا» و«الانقسنا» الذين أعلنوا رفضهم الشديد لمنح الهوسا إدارة أهلية باعتبارهم ليسوا من أصحاب الأرض، فيما ارتفعت الأصوات المنادية بترحيلهم من الولاية. كما نفذت ضد المنتمين للهوسا حملات انتقامية في الأحياء والشوارع.
ونقل موقع «سودان تريبيون» عن شهود عيان القول إن الأوضاع في المنطقة بالغة التعقيد، وقالوا إن بعض المواطنين نفذوا هجمات على الهوسا في عديد من المناطق خاصة شرق الروصيرص حيث قتل رجل بعد ضربه بالعصي وأحرقت سيارته بعد تأكيد انتمائه للهوسا، كما تم التعدي على أسرته، وقتل عدد من أفرادها رغم محاولات إسعافهم.
وأدت الهجمات العنيفة والقتل بسبب الانتماء لموجات نزوح عالية، حيث بات السكان يفرون من منازلهم طلبا للحماية.
ولم يكترث الأهالي لقرارات الحكومة ولجنة الأمن التي أقرتها الجمعة الماضي بحظر التجوال ومنع التجمعات في الأماكن العامة، حيث تكتظ الشوارع بالشباب المسلحين وسط غياب كامل للأجهزة الأمنية.