أقام الآلاف من قبيلة الهوسا، أحد أطراف النزاع القبلي الدامي المشتعل مؤخرا في جنوب السودان، المتاريس وأغلقوا طرقات وهاجموا منشآت عامة في عدة مدن سودانية، بحسب شهود عيان، فيما توعد الجيش السوداني برد حازم وفوري ضد مثيري الفتن وداعمي العنف القبلي في إقليم النيل الأزرق.
ورغم نجاح القوات الحكومية التي تم نشرها في ولاية النيل الأزرق في اعادة الهدوء الحذر الى المنطقة، امتدت الاضطرابات إلى مناطق أخرى. ففي كسلا (شرق السودان)، أحرق الآلاف من الهوسا «جزءا من مكاتب الحكومة المحلية اضافة الى مكاتب ادارية ومحلات»، وفق ما قال شاهد عيان يدعى حسين صلاح لوكالة فرانس برس.
وأوضح شاهد آخر يدعى ادريس حسين ان الهوسا «أغلقوا الطرق وهم يرفعون العصي»، وأضاف لفرانس برس عبر الهاتف «هناك حالة ذعر في وسط المدينة». وأكد شاهد ثالث بدوره أن المتاجر والمصارف أغلقت أبوابها. وفي واد مدني، على بعد 200 كيلومتر جنوب الخرطوم، أقام «آلاف الهوسا متاريس من الحجارة واطارات السيارات المشتعلة على الطريق الرئيسية ومنعوا حركة السير»، وفق ما قال عادل أحمد الذي يقطن المدينة لفرانس برس عبر الهاتف. وقتل ما لايقل عن 6٤ شخصا وجرح اكثر من 163، في اشتباكات بالأسلحة النارية بسبب نزاع حول الأراضي في ولاية النيل الأزرق الواقعة على الحدود مع اثيوبيا، وفق حصيلة رسمية. في غضون ذلك، توعد الجيش السوداني برد حازم وفوري تجاه من أسماهم بمثيري الفتن والداعمين للعنف القبلي بإقليم النيل الأزرق.
وقررت اللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع السوداني، تعزيز القوات الأمنية الموجودة في إقليم النيل الأزرق، والاستمرار في التعامل الحازم والفوري مع كل حالات التفلت والاعتداءات على الأفراد والممتلكات الخاصة والعامة.
وأصدر النائب العام السوداني المكلف خليفة أحمد خليفة، قرارا بتشكيل لجنة للتحري والتحقيق في الأحداث التي وقعت بولاية النيل الأزرق والتي أدت إلى قتل وجرح عدد من المواطنين وإتلاف الممتلكات. ويرأس اللجنة رئيس نيابة عامة، وتضم في عضويتها عددا من عناصر القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن وجهاز المخابرات وقوات الدعم السريع.
بدوره، أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار إير، أن الأولوية الآن تتمثل في استعادة الأمن والاستقرار في النيل الأزرق ومعالجة قضايا النزوح وآثار الحرب. وأكد أن حكومة إقليم النيل الأزرق ليست لديها أي توجهات لتغيير الطبيعة الديموغرافية للمنطقة أو التأثير على الحقوق التاريخية للسكان الأصليين، مشيرا إلى إرسال تعزيزات أمنية من القوات النظامية، من الخرطوم للعمل بشكل محايد، يتفادى الاستقطابات الإثنية والعرقية بالمنطقة وإنهاء النزاع القبلي المسلح. وفي سياق متصل، طالبت اللجنة المركزية العليا لأبناء الهوسا لإدارة أزمة إقليم النيل الأزرق بالسودان بتقديم المساعدات للمتضررين من الاضطرابات التي شهدها الإقليم.