تظاهر الآلاف من أبناء قبيلة الهوسا التي كانت طرفا في نزاع قبلي أوقع ما لا يقل عن 79 قتيلا على مدار أسبوع، في مناطق عدة في السودان امس، وذلك لطلب «القصاص للشهداء» الذين سقطوا خلال الاشتباكات والعنف القبلي في ولاية النيل الأزرق، في تحرك يبرز هشاشة الوضع في بلد متعدد الأزمات.
وأطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع في طريق المطار، احد الشرايين الرئيسية وسط الخرطوم، لتفريق عدة مئات من المتظاهرين الذين رفعوا لافتات كتب عليها: «لا لقتل الهوسا» و«الهوسا مواطنون ايضا»، بحسب صحافي من فرانس برس.
وتظاهر آلاف الهوسا في شمال كردفان (وسط) وفي كسلا والقضارف وبورتسودان، وفق صحافيين من فرانس برس.
وفي الأبيض عاصمة كردفان الى الغرب من الخرطوم، وفي بورتسودان شرقا على البحر الأحمر توجه آلاف إلى مقر الوالي هاتفين: «الهوسا سينتصرون».
وسلم المتظاهرون حاكمي الولايتين رسائل احتجاج على العنف في ولاية النيل الأزرق ورددوا شعارات تطلب «القصاص للشهداء».
وفي الشواك بولاية القضارف، على بعد 600 كيلومتر شرق الخرطوم، وحيث يقيم عدد كبير من أبناء قبيلة الهوسا، «أغلق قرابة 500 منهم الطريق الرابط بين الخرطوم وكسلا»، بحسب ما قال لفرانس برس صالح عباس، أحد السكان.
ويبلغ عدد أفراد الهوسا في السودان نحو 3 ملايين وهم مسلمون يتحدثون لغة خاصة بهم ويعتاشون بشكل رئيسي من الزراعة في دارفور، الإقليم المتاخم لتشاد، وكذلك في كسلا والقضارف وسنار والنيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا وأريتريا.
في غضون ذلك، أعلن الجيش السوداني عن هدوء الأوضاع الأمنية بولاية النيل الأزرق عقب اشتباكات قبلية دامية، فيما أعلنت وزارة الصحة السودانية ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات القبلية في ولاية النيل الأزرق شرقي البلاد إلى ما لا يقل عن 79 قتيلا و199 مصابا.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله في بيان صحافي امس إن «الأحوال هادئة تماما في ولاية النيل الأزرق».
وأضاف: «لقد اتخذ الجيش خطوات لاحتواء الوضع في المنطقة، من بينها حظر التجوال بين السادسة مساء وحتى السادسة صباحا (بالتوقيت المحلي) والدفع بقوات لتأمين منطقة الاشتباكات».