زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محلا شهيرا للتسجيلات الموسيقية في آخر أيام زيارته للجزائر أمس، في مبادرة واضحة للشباب الجزائري.
وظلت صدمة الاحتلال الفرنسي للجزائر وحرب الاستقلال المريرة التي أنهته عام 1962 تطارد العلاقات بين البلدين لعقود، ولعبت دورا في نزاع ديبلوماسي اندلع العام الماضي.
واستقبل الجزائريون ماكرون في محل «ديسكو مغرب» في مدينة وهران، معقل موسيقى الراي الجزائرية الشعبية والثورية في أغلبها في فترة الثمانينيات والتسعينيات.
ولعب بوعلام بن حوى، صاحب المحل، دورا مهما في الترويج لنجوم الراي أمثال الشاب خالد - الذي غالبا ما يلقب بملك الراي. وعاد ديسكو مغرب إلى الأضواء مجددا بعد أن أصدر دي جي سنيك، وهو منتج موسيقي فرنسي من أصل جزائري، أغنية تحمل اسم المحل.
وقال ماكرون إن زيارته للمحل «وسيلة للتعبير عن احترامي وإعجابي وذوقي»، واصفا إياه بأنه مركز موسيقى الراي.
والى جانب الديسكو زار معالم وهران وجال في حصن وكنيسة سانتا كروز على مرتفعات المدينة المطلة على البحر المتوسط وكذلك ميناء وهران وحضر عرضا للرقص.
كما التقى بأدباء وفنانين ورياضيين من المدينة الساحلية، قبل أن يعود للعاصمة من أجل التوقيع على «إعلان مشترك» قالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنه «شراكة متجددة وملموسة وطموحة».
وأعلن ماكرون في كلمة ألقاها أمام حشد من الجالية الفرنسية أمس الأول، أن عودته إلى العاصمة الجزائرية بعد زيارة وهران، وهي لم تكن في برنامج الزيارة، من أجل «تحية الرئيس عبدالمجيد تبون ووزرائه والتوقيع على إعلان مشترك».
وأكد أن الإعلان المشترك تقرر خلال الزيارة التي استمرت 3 أيام «لأن الأمور تسير على ما يرام في ظل حماسة اللحظة».
وأضاف ماكرون أن مع الجزائر «قصة لم تكن قط بسيطة، لكنها قصة احترام وصداقة ونريدها أن تبقى كذلك، وأجرؤ على القول إنها قصة حب».
وأكد أنه سيعمل على «شراكة جديدة من أجل الشباب ومن خلالهم» تشمل قبول 8 آلاف طالب جزائري إضافي للدراسة في فرنسا ليرتفع إجمالي عدد الطلبة الجزائريين المقبولين سنويا إلى 38 ألفا.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه يريد «إرساء مشاريع تعاون في كل المجالات» الاقتصادية والفنية خصوصا السينمائية.
كما شدد دفاعه عن فكرة تسهيل حصول بعض الفئات من الجزائريين على تأشيرات فرنسية من أجل المساهمة في ظهور «جيل فرنسي جزائري جديد في الاقتصاد والفنون وغيرها».