ألقى الملك تشالز الثالث كلمته الأولى امام البرلمان البريطاني، في قاعة وستمنستر التي يبلغ عمرها نحو 1000 عام، والتي قدم فيها البرلمان تعازيه للملك، الذي رد بدوره على التعازي.
وتعد القاعة، بسقفها الرائع، أقدم جزء من المجمع البرلماني، بقايا قصر وستمنستر الذي يعود تاريخه إلى القرون الوسطى والذي كان قائما في نفس الموقع.
وأقيمت المراسم في قاعة وستمنستر لأنه لا يسمح للملوك بدخول مجلس العموم، وقد جاءت هذه العادة من الزمن الذي كانت فيه العلاقة سيئة بين الملكية والبرلمانيين، وفقد فيه الطرفان الثقة ببعضهما، فلجأ البلاط الملكي إلى احتجاز نائب «رهينة» للمساومة في حال تعرض الملك أو الملكة للتهديد خلال فترة وجودهما في وستمنستر.
ورغم اعتداد البريطانيين بالعائلة الملكية وتوقيرهم لها، فإنه لا يسمح للملك بأن تطأ قدماه أرض مجلس العموم، ويقفل الباب في وجهه أو وجه من يمثله كل عام للإشارة إلى استقلال المجلس وممثلي الشعب، ولذلك يلقي الملك كلمته بدلا من ذلك في مجلس اللوردات ممثل النخبة والنبلاء.
ويعود ذلك إلى الصراع التاريخي بين البرلمان والتاج البريطاني، عندما جاء الملك تشالز الأول إلى البرلمان لإلقاء القبض على 5 نواب عام 1642، غير أنه منع واضطر رئيس المجلس إلى إخفاء النواب المطلوبين.
وأدت تلك المواجهة بين التاج والبرلمان إلى حرب أهلية انتهت بقطع رأس الملك عام 1649.